ما أنت حتى تسفكي أدمعي

التفعيلة : البحر السريع

ما أنتِ حتى تسفكي أدمعي

أو تعبثي بالشاعر المبدع

وما ترى القاه لو لم تعي

قولي واشعاري ولم تسمعي

وهل اذا اعرضت تلقينني

أغوص في الانات والادمع

واسهر الليل أليف الدجى

حيران دامي القلب في مضجعي

عيناكِ يا هذي شعاع الضحى

ووجهك الزاهي سنا الأربع

وانفكِ الاقنى به فتنة

تدب في الاحشاء والاضلع

وثغرك البسَّام يسبي النهى

يضلّ فيه النابغ الألمعي

وشعرك الفاحم في ليله

كصدرك الرجراج في الشعشع

جميلة يا هذه حلوة

إِن بنتِ في رأد الضحى تصرعي

لكنني في كل ذا زاهدٌ

زهدَ الذي شكواه لم تُسمع

هل خلتِ يا هذي باني فتى

اذوب كالشمعة ان تسطعي

هيهات ذاك العهد شيء مضى

ولم اعد بالعاشق الطيّع

حسبت ان الغيد رسل السما

وكنت في الحسبان كالامع

وخلتهن الزهر يحيى المنى

فاذ بهن الشوك في البلقع

وصرت يا هذي اسير الوحى

ان شمتهن مهطعاً لا أعي

ليلاي هل تذكرين المنى

ايام كأس الحبّ لم تترع

ايام قلبي كان يهفو إلى

عينيك والالام في موضع

ايام كنا في عناق الدجى

والبدر مستحي فلم يطلع

روحين في جسم براه الهوى

اوشك مما ناله لا يعي

ايام كنتِ الروح احيا به

وكنت في هذي الدنى مفزعي

ايام كنا في جنان السما

نرتع في روض الهوى الممرع

هل تذكرين انني اذكر

وانت ما شاء الهوى فاصنعي

تيهي انا عنك عم غافل

قد حدتِ يا هذي عن المهيع

بعودة الايام لا تحلمي

وفي خفوق القلب لا تطمعي

هيهات ذاك العهد شيء مضى

ولم اعد بالعاشق الطيّع


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

طيف الحبيب ولهفة المحزون

المنشور التالي

ومليح جاء صبحا

اقرأ أيضاً