ما زلت أسمع ذكر عبد القادر

التفعيلة : البحر الكامل

ما زِلتُ أسمَعُ ذكرَ عبد القادرِ

حتَّى تمنَّتْ أن تراهُ نَواظِري

واليومَ قد سَمَحَ الزَّمانُ بزَورةٍ

شَكَرَت بها بيروتُ فضلَ الزائرِ

هذا هو المولى الشَّهير بلُطفِهِ

في كلِّ قُطرٍ كالصَّباحِ الزَّاهِرِ

قد قامَ في مجدِ الملوكِ فزادَهُ

أُنساً يَعافُ بهِ اختيالَ الفاخِرِ

مُستعصِمٌ بالله في قولٍ وفِي

عملٍ لهُ من باطنٍ أو ظاهِرِ

بَعَثَ الإلهُ من المغَارِبِ رحمةً

لدِمَشقَ أحيتها بلُطفٍ باهرِ

النَّاسُ تَصطَنِعُ الجميلَ لواحدٍ

يا من جميلُكَ مع أُلوفِ عشائرِ

ضاهتْ ديارُكَ فُلكَ نوحٍ إذ حَمَى

ما فيهِ من فيضِ المياهِ الغامِرِ

طالت مكَارِمُكَ الجِسامُ فقَصَّرت

عن مدحِ جُودتِها لسانَ الشَّاعرِ

وبها الملوكُ تَحمَّلت لكَ مِنَّةً

بَعَثَتْ إليكَ بها هدايا الشَّاكرِ

تمَّمْتَ سَعيكَ في تِجارةِ قانِتٍ

بالحجِّ توسيعاً لرِبْحِ التَّاجِرَ

ما حجَّ بيتَ اللهِ قبلَكَ زائرٌ

أوَلى وأجدَرُ بالقَبولِ الوافِرَ

يا سيِّداً أبصرتُ منهُ فوقَ ما

قد كنتُ أسمَعُ في الحديثِ السَّائرَ

ما زالَ يحَسُدُ ناظري بكَ مِسمَعي

واليومَ يَحسُدُ مِسمَعي بكَ ناظري


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ما يرتجيه المرء من مولوده

المنشور التالي

ثار الدخان فلم يظهر له لهب

اقرأ أيضاً

وافى الكتاب فأحيا

وَافَى الْكِتَابُ فَأَحْيَا قَلْبَ المَشُوقِ الكَئِيبِ بِنَظْرَةٍ مِنْ صَدِيقٍ عَنْ أَعْيُنِي مَحْجُوبِ وَرَجْعِ صَوْتٍ رَقِيقٍ حُرِمْتُهُ فِي المَغِيبِ…