ثار الدخان فلم يظهر له لهب

التفعيلة : البحر البسيط

ثارَ الدُّخانُ فلم يظهَرْ لهُ لَهَبُ

لكن تَمزَّقَ مِمَّا تحتهُ الحَطَبُ

وزَمْزَمَ الرَّعدُ لكن لم نَجِد مطراً

من بعدهِ وانجلَتْ من حولهِ السُّحُبُ

بئسَ الغُبارُ الذي في عينِ صاحبهِ

كان القَذَى منهُ لمَّا ثار يَنتشِبُ

تلك العصافيرُ قد قامت محاوِلةً

صيدَ البُزاةِ فأضحَى صيدَها الهرَبُ

بَياذِقٌ قد تصدَّت للرِّخاخِ علَى

جَهالةٍ فإذا أبياتُها خِرَبُ

يا آلَ رَسلانَ لا زالت منازِلَكُم

مرفوعةً قارَنَتْها السَّبعةُ الشُّهُبُ

حقُّ المهابةِ والإجلالِ تمَّ لكم

عند الذي عندهُ لا تُجهَلُ الرُّتَبُ

يقولُ ذو الرَّأيِ منَّا في مجالِسِكم

يا نفسِ في مثلِ هذا يَلزَمُ الأدَبُ

يَلقَى الوديعُ لديكم كلَّ مكرُمةٍ

وبالعنيفِ يَحِلُّ الويلُ والحَرَبُ

كالبحرِ يَغرقُ نصلُ السَّيف مُندَفعاً

فيه ويطفو نِجادُ الغِمْدِ والخَشَبُ

إن كان قد غرَّ قوماً جهلُهم طَمَعاً

فيكم فما لغُرورٍ عندَكم أرَبُ

وحلمكُم فوقَ ذنْبِ الجاهلينَ فلا

يغلوهُ ذنبٌ ولا للحِقد يَنغَلِبُ

لا يُحسَبُ العفوُ إلاّ بعدَ مَقدرَةٍ

نَعَمْ ولا حِلْمَ بعد العَجْزِ يُحتَسَبُ

وما الحليمُ الذي يَرضَى بلَثمِ يدٍ

بل مَن يُهاجُ فلا يَهتاجُهُ الغَضَبُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ما زلت أسمع ذكر عبد القادر

المنشور التالي

أتى مثل موسى حينما عاد من مصر

اقرأ أيضاً