رسالةُ فاضلٍ وَرَدتْ فكانتْ
أحَبَّ إليَّ من تُحفِ الهَدايا
أبانَتْ عن مَوَدَّتهِ صريحاً
وعمَّا فيهِ من كَرَم السَّجايا
فَضَضتُ خِتامها فلِقيتُ منهُ
لطائفَ أبرزَتْ سعدَ الخَبايا
وأبدَى طَيُّها سِرّاً بديعاً
يُنادي كم خَبايا في الزوايا
لئنْ تَكُ غيرَ صادقةٍ بمدحي
لقد صَدَقَتْ بإخلاصِ الطَّوايا
وحقَّ لهُ الثَّناءُ على صِفاتٍ
فَضائلها مُسلَّمةُ القَضايا
أنا كالآلِ يُحسَبُ عينَ ماءٍ
فتَتَّخِذُ العِطاشُ لهُ الرَّوايا
وقد يُغني التَّوهُّمُ عن يقينٍ
وحُسنُ الصِّيتِ عن حُسن المزايا
مَضَى مَن كان للتَّقريظ أهلاً
وأدبَرَ كُلُّ طَلاّع الثَّنايا
وقد عاد التُرابُ إلى تُرابٍ
وأصبحَتِ المُنَى بيَدِ المَنايا
أتى مَن قبلنا دُنياهُ بِكراً
فأدرَكَ عندها بِكْرَ العَطايا
فكان القومُ في الدُّنيا ملوكاً
ونحن اليومَ من بعضِ الرَّعايا