قضى في خلقه ذو العرش أمرا

التفعيلة : البحر الوافر

قضى في خَلقهِ ذو العَرشِ أمرا

فصبراً أيُّها المحزونُ صَبْرا

لعَمرُ اللهِ إنَّ الصَّبرَ مُرٌُّ

وأكثَرُ ما أفادَ يكونُ مُرَّا

وكلُّ حَلاوةٍ طَعْمٌ شَهيٌّ

وأكثَرُها وَجَدناهُ مُضِرَّا

رماكمْ يا كِرامَ النَّاسِ سهمٌ

أصابَ فتىً سليمَ القلبِ حُرَّا

مَضَى عَجَلاً وخلَّفَ طُولَ حُزنٍ

يدومُ عليهِ في الأحياءِ دَهرا

هو الغصنُ الذي جَنَتِ المنايا

عليهِ بقصفهِ ظُلماً وغَدرا

أبَرُّ مُهذَّبٍ قولاً وفِعلاً

وأفضلُ مُخلِصٍ سرّاً وجهرا

علكيمْ بالتَّأسِّي فهو طِبٌّ

بهِ داءُ الأسَى في القلبِ يَبْرا

أقامَ الدُّودُ ينهشُ قلبَ صخرٍ

وقامت تندُبُ الخنساءُ صَخرا

فأفنَى الدَّهرُ صخراً في بِلاهُ

وراحت أدمُعُ الخنساءِ هَدْرا

لكلِّ هياكلِ الأرواحِ هَدْمٌ

ولو فَسَحتْ لها الأيَّامُ عُمرا

وعَيشُ المرءِ حُلمٌ قد تَقَضَّى

فأعقَبَ حَسْرَةً وأطالَ ذِكرا

وذاكَ طريقُنا نمشي عليهِ

إلى دارٍ وراءَ القبر أُخرَى

لعَمرُكَ إنَّهُ سفَرٌ طويلٌ

تَفانَى قيصرٌ فيهِ وكِسرَى

فطُوبَى للذي يَعتَدُّ زاداً

لهُ حتى يُصيبَ لهُ مَقرَّا

سلامُ اللهِ مِن أعلَى سَماهُ

على صَفحاتِ ذاكَ الرَّمسِ يُقرا

حَوَى بدرَ التَّمامِ وهل سمِعتُمْ

ببدرٍ أنزَلَتْهُ النَّاسُ قَبرا

سَقتْهُ مَراحِمُ الرَّحمن سُحباً

مُؤرَّخةً وغيثُ الجُود قَطْرا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

شاب شعري نظير ما شاب شعري

المنشور التالي

بشراك بالخير يا لبنان بشراكا

اقرأ أيضاً