شاب شعري نظير ما شاب شعري

التفعيلة : البحر الخفيف

شابَ شِعري نظيرَ ما شابَ شَعري

فبياضُ العِذار بيَّضَ عُذري

كان لي في الشبابِ ليلٌ ولكن

أيُّ ليلٍ يكون من غير فجرِ

ولقد قصَّرَت طِوالُ الليالي

هِمَّتي فانتشا من الطُّول قِصرِي

كنتُ صخراً لَدى الشَّباب ولكنْ

صِرتُ لمَّا فَقَدتُهُ أُختَ صخرِ

طالَ صبري على الحوادثِ حتَّى

صارَ جاري دمي عُصارةَ صبرِ

ضَرَبتني فألَّمتْ لا كضربٍ

دارَ في النَّحوِ بينَ زيدٍ وعمرِو

ضاقَ صدري وما شكوتُ لأنِّي

لم أنَلْ بالشَّكوى سِوَى ضيقِ صَدْريِ

وتمنيَّتُ طيبَ نفسٍ فقالوا

عند شيخِ الإسلامِ ذلك فادْرِ

لُذْ بأنفاسهِ الشَّريفةِ واغنَمْ

بَرَكاتٍ لهُ من العرشِ تَجري

واستَلِمْ رُكنهُ الذي لكَ منهُ

يومُ عيدٍ تليهِ ليلةُ قَدْرِ

طورُ علمٍ لربِّه يَتَجلَّى

كلَّ يومٍ عليه من دون سِترِ

أطعَمَ المَنَّ لفظُهُ كلَّ سَمْعٍ

وعَصاهُ تلقَّفتْ كلَّ سِحْرِ

قطرةٌ مِن نَداهُ بحرٌ ويومٌ

مَن رِضاهُ أجلُّ مِن ألفِ شهرِ

ولنا منهُ نظرةٌ هيَ تِبْرٌ

تِبرُنا عندهُ قُلامَةُ ظُفَرِ

بحرُ علمٍ يَسقي شراباً طهوراً

عندهُ صارَ جَدولاً كلُّ بحرِ

يَغمُرُ اليُمْنُ منهُ مُلكاً كبيراً

لكبيرٍ في الأرضِ مالكِ أمرِ

مَلِكٌُ عندهُ لذي العلمِ جاهٌ

كصنيعِ الرَّسولِ مع آلِ بدرِ

عبدُ عبدِ العزيز عبدٌ عزيزٌ

يزدهي عِزَّةً على كلِّ حُرِّ

كلُّ قلبٍ لم ينصرفْ عن وَلاهُ

باتَ وَهْوَ الأمينُ مِن كلِّ كسرِ

هذهِ الدولةُ التِّي يشتهيها

كلُّ أهلِ الزَّمانِ مِن كلِّ عصرِ

إن تكنْ كلُّ دولةٍ بيتَ شعرٍ

فهْيَ حرفُ الرَّوِيِّ مِن كلِّ شعرِ

ليسَ نفسٌ لا تعرِفُ البُخلَ إلاّ

نفسُ عبد العزيزِ كَنزي وذُخري

ذاكَ لولاهُ ما نطقتُ بحمدٍ

لكريمٍ ولا دريتُ بشُكرِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

نحن التراب إلى تراب نرجع

المنشور التالي

قضى في خلقه ذو العرش أمرا

اقرأ أيضاً