أما والهوى لولا الألى نزلوا السفحا

التفعيلة : البحر الطويل

أَما وَالهَوى لَولا الأُلى نَزَلوا السفحا

لَما أَلفت أَجفانك السهدَ وَالسَفحا

وَلَولا الثَنايا بِالعذيب لَما شَجى

فؤادك برقُ الأبرقين لَها لمحا

سَقى اللَه عَهدي وَالمَعاهد مِن مِنىً

فَكَم مِن مُنىً مِنها بَلغت بِهِ المَنحا

وَحيّا الحيا مَغنى الأَغاني وَحَبّذا

غوانٍ لَها قَد برَّحت بي يَد البرحا

وَبي ظبيات مِن زرودٍ شَغفنني

عَسى عطفة مِنكنّ يا ساكِني البَطحا

فيا طاويَ الوَعساء مَهلاً فَكَم عَلى

هوى ظبيات القاع مضنىً طَوى الكَشحا

وَكَم مِن لُباناتٍ لِباناتِ حاجرٍ

بِنا عَبثت والبين عنّا بها نحّا

مرامي النوى أقصت مرامي وإنّ لي

برامة آراماً لحا اللّه من يلحا

حميت حماماتِ الحِمى سَجعاً اِصدحي

وَهى القَلب صَدعاً فَهوَ قَد أَلف الصدحا

وَيا عَذبات الرند قَد عذب الهَوى

فَما أَعذب التَعذيب عِندي إِذا صَحّا

وَيا نَسمات القُرب مِن أَيمن اللوى

أَلا فاِحملي عَنّي لمتنِ الهَوى شَرحا

أَجل لي رهان السبق في مَلعب الظُبى

إِذا ما عدَت بي عاديات الهَوى ضبحا

وَما الحُبّ إِلّا في حَشاشة مُغرمٍ

تَوارَت لَدَيهِ موريات الجَوى قَدحا

صبا لِلتَصابي مُدنفا بَيدَ أَنَّهُ

عَليل بِمعتلّ الصِبا جسمه صَحّا

إِذا شامَ بَرق القُرب سامَ دُموعه

بِهَطلٍ إِذا شَحّ الحَيا وَبلها سحّا

أَعاذِلتي في حُبِّ مَن لَو تَمثّلت

لِأَعين حورِ العين هامَت بِها شَطحا

هَبي أنّ ذا نصح فَأيُّ مُتيّمٍ

مِن الناس قَبلي في الهَوى قَبلَ النُصحا

عَسى بانة الجَرعاء تَعطف منّةً

عَليّ فَكَم قَد أَثخنت مهجاً جرحا

بِعَيشك يا حادي المطيّ إِلى الحمى

خُذ الجدَّ جَدّاً واِترك الهَزل وَالمَزحا

وَحيّ عَلى نَيل اللقا بَعد ذا الشَقا

وَمَن لامَ فاِضرب عَن مَلامته صفحا

وَإلّا فَدع أَمر الهَوى وَاِطلُب العُلى

بِباب هدىً مَن أَمَّهُ بلغَ الرِبحا

وَحيّ حمى آل الرَسول وَلُذ بهم

فَإِنّك لا تَظمى هُناك وَلا تضحى

فَثمّ تَرى مَولىً عَلى باب فَضله

تُناخ مَطايا الوَفد بِالساحَة الندحا

هُوَ الشَهم عَبد اللَه وَالجَهبذ الَّذي

لرفع عِماد الدين قَد بَذل النُصحا

وَقام بِأَعباء الشَريعة رافِعاً

مَنار دَليل الحَقّ فَهوَ بِهِ صَحّا

إِمام الوَرى مُفتي الأَنام وَمَن عَلى

فَضائله قامَت لَنا الحججُ الرجحا

سَقى حَلب الشَهباء صَوب مِن الحَيا

وَحَيّا أُناساً خَيّموا حَيّها البدحا

مَطالع أَقمار مَنازل سادَةٍ

إِذا أَسفَرَت جنح الدُجا أَطلعت صُبحا

همُ آل عَبد الباقي وَالسادة الأُلى

هُمُ نقبا الأَشراف مَن بَلَغوا الصُحّا

وَمَن مِنهمُ ذا الفاضل القُدوة الَّذي

لَهُم شادَ مِن أَطواد عزّتهم رُكحا

همام بَنو العَلياء تَحتَ لِوائهِ

إِذا مسّ قرح لَم تَكُن ترهب القَرحا

يَروع جُيوشَ الحادِثات يراعُهُ

مَتى هَزّ فَوق الطرسِ مِن قَدّه رُمحا

وَمَن يَتَولّى اللَه في الخَلق أَمره

بِعَين عِنايات الرضى بَلغ النجحا

هُوَ البرُّ وَالبَحر الَّذي عَمَّ نَفعهُ

فَيا طالَما تَندى مَكارمه السَنحا

هُوَ العالم النحرير وَالعلم الَّذي

بِهِ يَهتَدي السارون في المهم السرحا

هُوَ البَدر في صَدر المَجالس إن يَضق

بِنا الصَدر يَوماً نال مِن حلمه شَرحا

جلت ظلمات الغيّ أَنوارُ رُشدهِ

عَنِ الناس حتّى لا جُناح وَلا جنحا

جَنى مِن جَنى الأفضال وَالفَضل يانِعاً

فَطابَ شَذا رَيّاً مَحامده نَفحا

وَقَد سَعدت بَيروت إِذ شرفت بِهِ

فَأضحت بِهِ مِن بَعد أَتراحها فَرحى

سَقاها كُؤوس الأنس وَاليمن وَالهَنا

فَلم نَدرِ أَيّ الناهلين بِنا أَصحى

وَمَن هَطلت في أَرضه سُحُبُ الرضى

فَما ضَرّه الحُسّاد لَو أَصبَحَت أَشحا

فَيا أَيهذا السَيّد الملجأ الَّذي

حَوى كَرَم الأَخلاق فَاِستوجَب المَدحا

وَمَن عَن سُليمان رَوى الملك وَالعُلى

وَعَن جَدّه طَه رَوى النَصر وَالفَتحا

لَقد وَقَفَت بلقيس نَظمي بِبابكم

فَهَبها قبولاً مِنكَ أَن تَدخل الصرحا

هِيَ البكر وافت تَنجلي حَيث تَنثَني

بِمَدحك تيهاً تَخجل الغادة البدحا

وَلا بدع أن يهدى إِلى البَحر جَوهَر

فَإِنّ لَنا في لجّ تمداحه سَبحا

فَهبني فَدَتك النَفس عَفوك إن أَكُن

أَتيت بِما يَستَوجب الرَمي وَالطَرحا

عَلى أَنّ تَقصيري بِعلياك بَيّنٌ

وَعَين الرِضا تَستَلزم العَفو وَالصفحا

فَدُم بَدر سَعد في سَما المَجد مُشرقا

سَناه إِذا أَمسى عَلى الناس أَو أَضحى

فَلا زِلت وِرداً لِلأَنام وَمَنهلا

وَلا برحت تَلقى بِساحتكم فسحا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أصاحي ما لطير العز صاحا

المنشور التالي

زفت على بدر العلى الأفراح

اقرأ أيضاً