رَأَيتُ في النَومِ أَبا مِرَّةٍ
شَيخِيَ في تَهذيبِ عِلمِ البَيانِ
وَحَولَهُ مِن رَهطِهِ عُصبَةٌ
يُشيرُ نَحوي لَهُم بِالبَنانِ
وَقالَ يا بُشراكُمُ بِالَّذي
غَيَّبتُمُ عَن ذِكرِهِ بِالعَيانِ
هَذا الَّذي أَخبَرتُكُم أَنَّهُ
في نَظمِهِ أَوحَدُ هَذا الزَمانِ
وَقالَ لَو شَنَّفتَ أَسماعَنا
بِبَعضِ ما نَظَمتَ في ذا الأَوانِ
فَعِندَها أَورَدتُ مِن مَدحِكُم
بَدائِعاً مَنظومَةً كَالجُمانِ
فَعادَ كُلٌّ مِنهُمُ قائِلاً
أَحسَنتَ يا رَبَّ المَعاني الحِسانِ
فَقالَ مَعَ ذا المَدحِ هَل أَنعُمٌ
بِضَيعَةٍ عامِرَةٍ أَو فِدانِ
فَقُلتُ لا قالَ وَلا مَنزِلٌ
مُستَحسَنٌ يُغنيكَ عَن بَيتِ خانِ
فَقُلتُ لا قالَ وَلا سابِقٌ
مُرَفَّهُ السَوقِ شَقِيِّ العِنانِ
فَقُلتُ لا قالَ فَنَم صاغِراً
ما أَنتَ إِلّا بِغَوِيِّ اللِسانِ