جَوامِعُ أَوهامي تُقَصِّرُ عَن قَدري
وَأَيدي صِفاتي لا تَطولُ إِلى فَخري
وَماأَنا إِلّا مَن إِذا نَسرُ مَجدُهُ
غَدا طائِراً لَم يَرضَ وَكراً سِوى النَسرِ
تَمَطَّيتُ في طَودِ العُلا إِذ رَقيتُهُ
بِما لِيَ مِن بِشرٍ وَما لِيَ مِن بِرِّ
وَمِن شِيَمٍ غُرٍّ وَمِن مِنَنٍ زُهرٍ
وَمِن حَسَبٍ نَضرٍ وَمِن أَدَبٍ غَمرِ
إِذا الشاعِرُ المَطبوعُ جَهَّرَ شِعرَهُ
إِلى السَمعِ لَم يَنفُق عَلَيهِ سِوى شِعري
وَما شَرَفي بِالشِعرِ حينَ أَصوغُهُ
فَيُزهى عَلى ما صيغَ مِن خالِصِ التِبرِ
وَلَكِن بِآباءٍ كِرامٍ غَطارِفٍ
تَزيدُ مَعاليهِم عَلى عَدَدِ القَطرِ
وَمَن جَدُّهُ جَدّي وَأُمِّيَ أُمُّهُ
يَرى نَفسَهُ أَعلى مَحَلّاً مِنَ الزَهرِ
فَلا يُطرِني زَيدٌ وَعَمرُو فَإِنَّني
بِمَنزِلَةٍ تَعلو عَلى الشَمسِ وَالبَدرِ
إِذا كُنتُ فَوقَ الوَصفِ مَجداً فَإِنَّني
بِحَقِّيَ أَن أَعفى عَنِ النَظمِ وَالنَثرِ