تَنَبَّهْ قد بدى شمسُ العُقَارْ
وَقدْ غلبَ الشعاعُ على النهارْ
سُلافاً قدْ صَفتْ قِدْماً وَرَاقَتْ
أدِرْها بالصِّغار وبالكبارْ
فَمَا عُصِرَتْ وما جُعلت بدنٍّ
وما سُبكتْ زُجاجتُها بنارْ
شَربْناها بِدَيْر ليس فيه
سِوَى الحلاَج في خَلْعِ العذَارْ
قَدِيمٌ عَهدُنا بالسُّكر عِزًّا
وَما سُكْر الفَتى منها بعارْ
نَشا في القَوْم شَماسٌ لطيفٌ
يَجُرُّ الذّيلَ في ثَوْبِ الوقارْ
فَأفْناُهمْ به عَنْهُمْ فَتَاهُوا
فَمَا يُرْويهُمُو شُرْبُ البِحَارْ
تَرَاهُمْ شاخصينَ بِغيرِ لُبٍّ
وقد سُلبُوا بِغَير الإختْيارْ
وعند دُخُولهم في الدير ألَقوْا
عَصَاهم إذ ألمُّوا بالجوارْ
كما أَلْقى الكليم بها عصَاه
وَولَّى بالمخافَةِ للفرارْ
وَخَلوا رَأسَ مالهمُو طرِيحا
هُنَاك وَأْقبلوا بالإفتِقارْ
إِضَاعَة مَالهم وجبت عَليهمْ
كما وَجَب السُّؤَال بالاضطْرَارْ
لِسانُ الششْترَيِّ بِهم وَلوعٌ
وَعَنْهم حَالهْ مُرْ اصْطبارْ