غزل

التفعيلة : البحر الوافر

يَطِيرُ حَمَامُ بَيْتِ اللهِ نَحْوِي

لأَرْوِيَ عَنْهُ أَشْعَاراً وَيَرْوِي

يُرِيدُ بما بِهِ تَخْفِيفَ ما بي

فَيُرْجِعُني كِلا الشَّجْوَيْنِ شَجْوِي

وَظَنِّي ما يَحُجُّ الطَّيْرُ إلا

لِجَمْعِ الشِّعْرِ مِنْ حَضَرٍ وَبَدْوِ

ولولا الشِّعْرُ مِنْ عَرَبٍ أَحَبُّوا

إِذَنْ خُلِقَ الحمامُ بِدُونِ شَدْوِ

يَقُولُونَ انْوِ أَنْ تَنْسَى هَوَاهم

وَهَلْ يَنْسَى ابْنُ آدَمَ حِينَ يَنْوِي؟

وَقِيلَ تَقَوَّ يا هَذَا بِصَبْرٍ

وَإِنَّ الصَّبْرَ يُضْعِفُ لا يُقَوِّي

وَقِيلَ تَرَوَّ في أَمْرٍ تَنَلْهُ

وَمَنْ لي ثُمَّ مَنْ لي بِالتَّرَوِّي؟

هَبُوا حُبِّي لَكُمْ ذَنْباً فإني

رَأَيْتُ القَتْلَ فيهِ مِنَ الغُلُوِّ

نَكُونُ وَلا نَكُونُ إذا اعْتَنَقْنَا

دُخَاناً لا يَكُفُّ عَنِ العُلُوِّ

وَنَسْأَلُ عَنْ نَوَايانا فَتَبْدُو

عَلَى خَجَلٍ وَتَبْدَأُ في الدُّنُوِّ

تَكُونُ كَمهْرةٍ وُلِدَت حَدِيثاً

تَقُومُ عَلَى مَرَاحِلَ ثُمَّ تَهْوِي

كأنَّ لِتَوِّها لَيْلَى تَرَاني

كَمَا أَنِّي أَرَى لَيْلَى لِتَوِّي

لِكُلِّ تَعَانُقٍ كَشْفٌ وَفَتْحٌ

وَكَأسٌ لا تُرَاقُ لِغَيْرِ كُفْوِ

وخمرٌ أَدْمَنَتْنَا فَهْيَ تَسْعَى

لَنَا كَالبِنْتِ تُغوَى حِينَ تُغوِي

وَمَنْ عَنْ جِسْمِهِ يَبْغِي سُمُواً

فَذَا لَمْ يَدْرِ مَا مَعْنَى السُّمُوِّ

هَوَاها مُعْرِبٌ لُغَةَ اللَّيالي

كَكُوفيٍّ يُعَلِّمُ أهلَ مروِ

يشكِّلُها كَنَحَّاتٍ مُدِلٍّ

يَشُوبُ جَلالَ صَخْرَتِهِ بِلَهْوِ

وَصَخْرَتُهُ الزَّمَانُ غَدَت بسَاطاً

بِكَفَّيهِ فَيَنْشُرُها وَيَطْوِي

هَوَاهَا كَعْبَةٌ والكَوْنُ وَفْدٌ

لَهُ لَجَبٌ وتَلْبِيَةٌ تُدَوِّي

وفي بالي حَمَامٌ لا يُبَالي

بِهِمْ يَأوِي إِلَيْها حِينَ يَأوِي

كأنَّ اللهَ أقْطَعَه سماءً

فَأَكْرَمَ هَذِه الدُّنْيا بِجَوِّ

يَطِيرُ ثُنىً ثُنىً مِثْلَ القَوَافِي

فَأنقُلُ شِعْرَهُ حَذْواً بِحذْوِ

وَيَكْتُبُني وَيَمْحُوني قَلِيلاً

فَدَيْتُ يَدَيْهِ في خَطٍّ وَمَحْوِ

لذاكَ أقولُ طَارَ الطَّيْرُ نَحْوِي

لأَرْوِيَ عَنْهُ أَشْعَاراً وَيَرْوِي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الغول

المنشور التالي

ثورة

اقرأ أيضاً

بغرة وجهك منا القسم

بِغُرَّةِ وَجهِكَ مِنّا القَسَم وَما الصِدقُ إِلّا أَجَلُّ القِسَم لِأَيّامُ مُلكِكَ لَمّا أَتَت جَلا الظُلمَ أَنوارُها وَالظُلَم وَلَمّا…