هل تعلمان طريقة لم تطرق
أو مورداً للشكر غير مرنق
فأقابل الكرم الذي سبق المنى
نحوي بشكر نحوه لم يسبق
من كل ناطقة المحاسن حرة
أجرى عليها الرزق حر المنطق
راحت شرود الذكر ينشر طيها
كرم يقيد بالثناء المطلق
واخترتها شكراً لمنة منعم
يختار للمنن الرجال وينتقي
تستعبد الأحرار منه صنائع
الحقن منهم عاطلاً بمطوق
نعم أقرتهم على طبقاتهم
وسقت جميعهم بنوء مطبق
من خاطب صلت المعاني مصقع
أو شاعر ثبت المباني مفلق
ملك إذا أسدى يداً حلت به ال
أيدي الجسام محل تاج المفرق
تحتل من غسان حيث تجمعت
شعب تفرق في الفخار لتلتقي
تقرأ المدائح من صحائف مجده
كرم الأصول من الفروع البسق
لما سعى نحو العلى فات المدى
عفواً وصفحة خده لم تعرق
مسحت بنو رزيك غيرة لاحق
ما أملوه بسابق لم يلحق
ونضت يمين الله منه صارماً
عاداته تفليق هام الفيلق
لم يلق نازلة بقلب خافق
أبداً ولم يرجع بسعي مخفق
داحي مجال الصبر أوسع ما ترى
صبراً وصدراً في المجال الضيق
تدري مواقفه الحميدة أنه
خرق له فيهن جرأة أخرق
تنهل في الأزمات حمة مشفق
منه وفي العزمات صولة محنق
كفل الجواد المستقل بسرجه
محراب عسكره وحصن المتقي
قد قلت للآمال وهي مسرة
عزاً يخاف مذلة المسترزق
الغاية القصوى أمامك فاحضري
جيش المنى واستوعبي واسترزقي
وتيقني أن قد وقعت بموقف
أدنى مراتبه العلى وتحققي
أعزيز مصر دعوة من واثق
نفست عنه خناق حظ موثق
أعتقه من رق الزمان وخله
وقف الثناء على ولاء المعتق
واسمع محاسن لفظه لا حسنه
كالدر بل أنقى من الدر النقي
ما شأن عقد نظامها ضيق ولا
أزرت عليها عقدة من منطق
إن أحسنت فلأجل إحسان سرت
آمالها في صورة المتألق
لولا ندى ماء السماحة ما غدا
ماء الفصاحة مهرقاً في مهرق