نالت على يدها ما لم تنله يدي

التفعيلة : البحر المتقارب

نالت على يدها ما لم تنله يدي

نقشا على معصم أوهت به جلدي

كأنه طرق نمل في أنامله

او روضة رصعتها السحب بالبرد

وقوس حاجبها من كل ناحية

ونبل مقلتها ترمي به كبدي

مدت مواشطها في كفها شركا

تصيد قلبي به من داخل الجسد

أنيسة لو رأتها الشمس ما طلعت

من بعد رؤيتها يوما على أحدِ

سألتها الوصل قالت:لا تغر بنا

من رام منا وصالا مات بالكمدِ

فكم قتيل لنا بالحب مات جوى

من الغرام ولم يبدئ ولم يُعِدِ

فقلت :استغفر الرحمن من زللٍ

إنّ المحب قليل الصبر والجَلَدِ

قد خلفتني طريحا وهي قائلة:

تأملوا كيف فعل الظبي بالأسدِ

قالت لطيف خيالٍ زارني ومضى:

بالله صفه ولا تنقص ولا تزدِ

فقال:خلفته لو مات من ظمأٍ

وقلتِ:قف عن ورود الماء،لم يردِ

قالت :صدقتَ،الوفاء في الحب شيمته

يا برد ذاك الذي قالت على كبدي

واسترجعت سألت عني ،فقيل لها:

ما فيهِ من رمق ،فدقت يدًا بيدِ

وأمطرت لؤلؤا من نرجسِ وسقت

ورداً وعضت على العناب بالبَرَدِ

وأنشدت بلسان الحال قائلةً

من غير كُرهٍ ولا مَطلٍ ولا مددِ

والله ما حزنت أختٍ لفقد أخ

حزني عليه،ولا أمُّ على ولدِ

إن يحسدوني على موتي ،فوا أسفي

حتى من الموت لا أخلو من الحسدِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أفاطم لا أنسى نعاس ولا سرى

المنشور التالي

ذ نحن نخبر بالحواجب بيننا

اقرأ أيضاً