قف بذات الطلح من إضم

التفعيلة : البحر المديد

قِف بِذاتِ الطلحِ من إضمِ

وَاِنشُد السارينَ في الظلمِ

هَل روَوا عِلماً عن العلمِ

أَم رأَوا سلمى بذي سلمِ

وَمَشوا في ذلكَ الحرمِ

ليتَ شِعري بعدَ ما رحلوا

أيَّ أكنافِ الحِمى نزلوا

أَبِذاتِ البانِ أَم عدَلوا

يَنشدونَ القلبَ في الخيمِ

وَهوَ في الزوراءِ لَم يَرُمِ

فَسَقى مَرعاهمُ المطرُ

وسَرى ريحُ الصبا العطِر

في رِياضٍ طلّها دررُ

بينَ منثورٍ ومنتظمِ

كَدموعي هنّ أَو كلمي

نورُها الفضّيُّ مُلتهب

في رُكومٍ لونُها ذهبُ

فيهِ مِن حبّ الندى حببُ

فوقَ زهرٍ منهُ مبتسمُ

قَد بكتهُ أعين الديمِ

مُذ تَراءَت لي خُدورهم

وَبَدت للعينِ دورهمُ

هيّجَت وَجدي بُدورهمُ

يا لِقلبٍ بالغرامِ رُمي

عَن سِوى تلكَ البدورِ عَمي

فَجِهاتُ الصبرِ مُظلمةٌ

وَمرامي الهجر مؤلمة

وَهيَ أَرزاقٌ مقسّمةٌ

هيّجت لعسُ اللَمى ألمي

وَهيَ عينُ البرء للفهمِ

كَم صَبا قَلبي بِها ولها

كَم أَذابت مُهجَتي وَلها

كَم حَفِظتُ العهدَ لي ولها

قبلَ سنِّ الحُلمِ والحلُمِ

يَومَ أخذِ العهدِ في النسمِ

أَنا في تَأليفِ قافيتي

غيرُ مُحتاجٍ إلى فئةِ

سَقَمي في الحبّ عافيتي

وَوجودي في الهوى عدمي

وَحَياتي فيهِ سفكُ دَمي

وَصفُكم صافٍ عن الشُبهِ

يا عزيز الشكلِ والشبهِ

وَعذابٌ ترتَضون بهِ

في فَمي أَحلى من النغمِ

يا سَراةَ الحيِّ من إضمِ

قَسَماً بالنجمِ حينَ هوى

ما المُعافي والسقيمُ سوا

فاِخلعِ الكونينِ عنك سوى

حبِّ مَولى العربِ والعجمِ

خيرةُ الخلّاقِ من قدمِ

سيّدُ الساداتِ من مضرِ

غوثُ أهلِ البدو والحضرِ

صاحبُ الآيات والسورِ

منبعُ الأحكام والحكمِ

علمُ الإِرشاد للأممِ

قَمَرٌ طابَت سريرتهُ

وَسَجاياهُ وسيرتهُ

صَفوةُ الباري وخيرتهُ

فَخرُ أهلِ الحلِّ والحرمِ

خَيرُ مَن يَمشي على قدمِ

ما رَأت عَيني وليسَ ترى

مثلَ طهَ في الوَرى بشَرا

خيرُ مَن فوقَ الثرى أثَرا

طاهرُ الأخلاقِ والشيمِ

أَصلُ ما في الكونِ من نعمِ

جاوزَ السبعَ الطباقَ إلى

قابِ قَوسين اِستمرّ علا

وَأحالتهُ الحظوظُ على

سرِّ علمِ اللوحِ والقلمِ

فَغَدا في العلم كالعلمِ

نالَ عندَ اللَّه موهبةً

لعظيمِ الفضل موجبةً

يا أعزّ الناس مرتبةً

عُد بفضلِ الجود والكرمِ

وَاِجعلِ الإيمانَ مُختَتمي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

برئت من عقيدة الأشرار

المنشور التالي

حي يا سعد قبابا بالحمى

اقرأ أيضاً