بعد أعوام طوال وطوال

التفعيلة : بحر الرمل

بعد أعوامٍ طوالٍ وطوال

سمح الدهر بأعطاف الغزال

كدت لا أعرف من هذا الغزال

غير أنوارٍ لطاف وظلال

شادنٌ ظنّ بأحلامي الظنون

ربّ ظنّ هو من علم اليقين

فانثنى عنى على أن يستبين

أنني في حبّه الروح الأمين

ابن عمّ البدر في النور الشفوف

ابن عم الظبي في الثغر الرشوف

بخيالي كنت في حلمي أطوف

بجمال هو عن وصلي عزوف

نظراتٌ هي من وحي الحنان

بسماتٌ هي من زهر الجنان

وقوامٌ من أماليد لدان

صالحٌ للهصر في كل زمان

لا تسل عنه فما عندي خبر

عن غزالٍ هو بالوجد أمر

أنا وحدي آسرٌ ذاك القمر

والبيان العذب نارٌ وشَرر

قال لي تعرف ماذا أعرف

يا غزالاً بفؤادي يعصف

ما سرارُ القلب مما يعرف

ما ضمير الروح مما يوصف

لست أدري ما الذي أنت تريد

يا غزالا بالحسن شَرود

أنا أدري أنا أدرى ما تريد

وضمير الصب شيطانٌ مريد

كلّ ما ترجوه أن يحيا الوصال

كالذي كان لأيام الدلال

كلّ ما ترجوه ضلالٌ في ضلال

إن قلبي كله ملك الجمال

أحور العينين معسول الحديث

ولأهوائي وأحلامي بثوث

إنه الألحاظُ من تلك البهوث

وهو السلوان من قلبي جثوث

إنه يذكر ليل اسكندريه

وهدير البحر يطغى في العشيّه

وهدير القلب أرواحٌ فتيّه

صادحاتٌ بتغاريد شجيّه

شهر يوليو أنت يا شهر عزيز

جاز فيه الحب أو كاد يجوز

شهر يوليو أنت كنز من كنوز

كل ما فيها نفيسٌ وعزيز

أرقب الأيام استوحى هواك

وأناجى في صباباتي صباك

وأناغى روحك الثاوى هناك

فكأني حين أرآه أراك

شهر يوليو أنت من قلبي قريب

شهر يوليو أنت من روحي جنيب

إن تجد يا شهر بالروح الحبيب

كنت أنت الزهر في روض القلوب

كل أيامي جمالٌ في جمال

حين يصبى مهجتي ذاك الغزال

أحرامٌ قتل روحي أم حلال

إنني أعشقُ ذيّاك الضلال

يحسد الأتراك فيه العربُ

درمليٌّ للهوى ينتسبُ

من أبوه وهو للحسن أبُ

ليس للأقمار أمٌّ أو أبُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أكاد من فرحي عند الهيام بكم

المنشور التالي

بيني وبين غد عهد سأذكره

اقرأ أيضاً

يفسح الراحلون للقادمينا

يَفْسَحُ الرَّاحِلُونَ لِلْقَادِمِينَا أَحْسَنَ اللهُ حَظَّكُمْ يَا بَنِينَا إِحْفَظُوا غَيْبَنَا وَأَغْضُوا عَنِ التَّقْ صِيرِ مِنَّا فِي شَوْطِنَا وَاسْبَقُونَا…

لقيتك مصر بثغرها المتبسم

لَقِيَتْكَ مِصْرُ بِثَغْرِهَا المُتَبَسِّمِ وَتَنَوَّرَتْ بِضِيَائِكِ المُتَوَسَّمِ وَجَرَى عَلَى مُتَلَهِّيٍ مِنْ جُرْحِهَا شَافِي نَدَاكَ فَكَانَ أَلْطَفَ بَلْسَمِ لَمْ…