ما ضر ذاك الريم ألا يريم

التفعيلة : البحر السريع

ما ضرّ ذاك الريمَ ألا يريمْ

لو كان يرثي لسَليمٍ سليمْ

وما على مَنْ وصله جنّةٌ

أن لا أرى مَنْ صدُّهُ في جَحيمْ

أُغيدُ ما همّتْ به روضةٌ

أعلّ جِسمي لأكونَ النسيمْ

ما للسّقيم صحةٌ عند مَنْ

ضنّ بها منهُ بجَفْنٍ سَقيمْ

وكيف لا يَصْرِمُ حَبْلي وقد

سمِعْتُ في النِسبةِ ظبيَ الصَريمْ

رقيمُ خدٍّ نام عن ساهرٍ

ما أخْلَقَ النومَ بأهلِ الرَقيمْ

وعاذلٍ دام ودامَ الدُجى

بهِيْمةٍ نادمتُهُ في بَهيمْ

يغيظُني وهو على رَسْلِهِ

والمرءُ في غيظِ سواهُ حَليمْ

قلتُ إذ استعذَبَ لوْمي وقد

وقعتُ منهُ في العذابِ الأليمْ

أُعْذُرْ فؤادي إنّه شاعرٌ

في كلّ وادٍ في هواهُ يَهيمْ

يا رُبّ خمرٍ فمُهُ كأسُها

لم أقتَنِعْ من شُربِها بالشميمْ

أتْبعتُ رَشْفاً قُبَلاً عندَها

وقُلْتُ هذي زمزَمٌ والخَطيمْ

فافترّ إمّا عن أقاحي الرُبى

يضحكُ أو درِّ العقودِ النَظيمْ

أو كان قد قبّل مُستَحْسَناً

ما حبّرَ الفاضلُ عبدُ الرحيمْ

من لفظِه راحٌ وأخلاقِه

روحٌ وتلك الدارُ دار النعيمْ

فارشفْ بأسماعِكَ من قهوةٍ

ما أحدثتْ من ندمٍ للنديمْ

وارتَعْ على روضٍ له نضْرَة

تنظُرُ في الروضِ بعينِ الهَشيمْ

بلاغةٌ جرّتْ جريراً ولم

تتركْ خُطاماً بيدِ ابنِ الخطيمْ

وربّما هبّتْ رياحٌ لها

تلْقَحُ منها كلُّ فكرٍ عَقيمْ

رأى به الديوانُ ديوانَهُ

مطرّزاً باسمِ شريفٍ وَسيمْ

وقال يا عبدَ الحميدِ ادّرِعْ

من بعدِ هذا اليومِ ثوبَ الذَميمْ

زُرْهُ تَزُرْ سحبانَ في وائلٍ

وانظُرْهُ تنظُرْ حاجباً في تَميمْ

وثمّ طولٌ عمَمٌ وشّحَتْ

أعطافُهُ برْدَةَ طولٍ عَميمْ

علامةُ السؤدَدِ معلومةٌ

جسمٌ نحيفٌ وعلاءٌ جَسيمْ

أثرى حديثُ المجدِ عنهُ به

ولم يزَلْ يبسطُ كفَّ العديمْ

من معشرٍ ما بينَهُم مُعْسِرٌ

يقْضون راجِيهِمْ قضاءَ الغَريمْ

قد قلتُ للطالبِ مسعاهُمُ

جهِلْتَ فانظر أيَّ برقٍ تَشيمْ

تهلّلوا في حيثُ شمسُ الضُحى

تبرزُ في الصحوِ بوجهٍ شَتيمْ

وانقَسموا بين ثناءق على ال

أفواهِ سيّارٍ ومجدٍ مُقيمْ

يفديهُمُ كلُّ منيعِ القِرى

مبتذلِ العِرْضِ حلالِ الحريمْ

تنظُرُ عينُ الضيفِ منه الى

خُلْقٍ ذميمٍ ومحيّاً دَميمْ

لطائمُ المِسْكِ إذا نافستْ

أوصافَهم راحتْ بوجهِ لَطيمْ

عندي قَليبُ الشِعْرِ يا بحرَهُ

وبارضٌ من روضِهِ يا جَميمْ

فامنُنْ بتقديمي فإنّي امرؤ

حديثُ إنعامِكَ لي والقَديمْ

قد صار موسى حينَ أوردتُهُ

ما آلَ يا مَدْيَنَ موسى الكَليمْ

والكاملُ الكاملُ لي جنّةٌ

أنت صِراطي نحوَها المُستَقيمْ

وامنُنْ بأحسنتَ تجدْ مُحسناً

يهزّ بالإطرابِ عِطْفَ الكَريمْ

فهو مُقامٌ إن تأملتَهُ

خفتَ على لِبي أن لا يُقيمْ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أحبب طرسا رأيت صباحه

المنشور التالي

طول قرنيه وعلاهما

اقرأ أيضاً