هذا الربيعُ أتى بأحسنِ منظرِ
يختالُ بين مُدَبَّجٍ ومُعَصْفَرِ
فانْهض إلى داعِي السرورِ وخَلِّنى
مما يُقال عذرْتَ أم لم تَعْذُرِ
واسرقْ بنا خُلَس الزمان مُبادرا
والدهرُ في غَفَلاته لم يشعر
والروضُ يُقْلِقه الصَّبا فيُثير مِن
أرجائه نَفَحاتِ مسكٍ أَذْفَر
وكأنَّ مُصْفَرَّ الأَصيلِ خِلالَه
وَرْشٌ يُذَرُّ على بساطٍ أخضر
والشمسُ قد حَوَت المغَاربُ شطرَها
فَرنَت بعينِ الذَّاهِب المُتحسِّر
والجو من شَفَق الغروبِ مُفَرْوَزٌ
كحديقةٍ حُفَّتْ بوردٍ أحمر
مبَدا الهلالُ لِليلتين كأنه
فِتْرٌ حَوى تفاحةً من عَنْبَر
والماءُ يُبدي للنسيم تَملُّقا
فيَسير بين تدرُّجٍ وتَكسُّر
والطيرُ يُطرِب شَجْوُها أَغصانَها
فتَظلُّ بين تَمايُل وتَبخْتُر
والليلُ يختلس النهارَ كعُصْبةٍ
من آلِ حامٍ خلفَ آلِ الأَصْفَر