تَظَلُّ بِعَينَيها إِلى الجَبَلِ الَّذي
عَلَيهِ مُلاءُ الثَلجِ بيضِ البَنائِقِ
تَظَلُّ إِلى الغاسولِ تَرعى حَزينَةً
ثَنايا بُراقٍ ناقَتي بِالحَمالِقِ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَزورَنَّ نِسوَةً
بِرَعنِ سَنامٍ كاسِراتِ النَمارِقِ
بِوادٍ يُشَمِّمنَ الخُزامى تُرى لَها
مَعاصِمُ فيها السورُ دُرمُ المَرافِقِ
كَفى عُمَرٌ ما كانَ يُخشى اِنحِرافُهُ
إِذا أَجحَفَت بِالناسِ إِحدى البَوائِقِ
وَما حَجَرٌ يُرمى بِهِ أَهلُ جانِبٍ
لِفِتنَتِهِم مِثلَ الَّذي بِالمَشارِقِ
يَلينُ لِأَهلِ الدينِ مِن لينِ قَلبِهِ
لَهُم وَغَليظٌ قَلبُهُ لِلمُنافِقِ
وَما رُفِعَت إِلّا أَمامَ جَماعَةٍ
عَلى مِثلِهِ حَزماً عِمادُ السُرادِقِ
جَمَعتَ كَثيراً طَيِّباً ما جَمَعتَهُ
بِغَدرٍ وَلا العَذراءُ ذاتُ السَوارِقِ
وَلا مالِ مَولىً لِلوَلِيِّ الَّذي جَنى
عَلى نَفسِهِ بَعضَ الحُتوفِ اللَواحِقِ
وَلَكِن بِكَفَّيكَ الكَثيرِ نَداهُما
وَنَفسِكَ قَد أَحكَمتَ عِندَ الوَثائِقِ
بِخَيرِ عِبادِ اللَهِ بَعدَ مُحَمَّدٍ
لَهُ كانَ يَدعو اللَهَ كُلُّ الخَلايِقِ
لِيَجعَلَهُ اللَهُ الخَليفَةَ وَالَّذي
لَهُ المِنبَرُ الأَعلى عَلى كُلِّ ناطِقِ
وَفُضَّ بِسَيفِ اللَهِ عَنهُ وَدَفعِهِ
كَتايِبُ كانَت مِن وَراءِ الخَنادِقِ