هسيس الكلـمة في اللامرئي هو موسيقى
الـمعنى، يتجدد في قصيدة يظن قارئها، من
فرط ما هي سرية، أنه كاتبها!
كلـمة واحدة، كلـمة واحدة فقط، تشع
كماسة أو يراعة في ليل الأجناس، هي ما يجعل
النثر شعراً!
وكلـمة عادية يقولها لا مبال للا مبال
آخر، على مفترق طرق أو في السوق، هي
ما يجعل القصيدة ممكنة!
وجملة نثرية، لا وزن فيها ولا إيقاع،
إذا أحسن الشاعر استضافتها في سياق ملائم،
ساعدته على ضبط الإيقاع، وأضاءت له
طريق الـمعنى في غبش الكلـمات.
اقرأ أيضاً
وهاجرة لا تستريد ظباؤها
وَهاجِرَةٍ لا تَستَريدُ ظِباؤُها لِأَعلامِها مِنَ السَرابِ عَمائمُ تَرى الكاسِعاتِ العُفرَ فيها كَأَنَّما شَواها فَصَلّاها مِنَ النارِ جاحِمُ…
تغير عن مودته وحالا
تَغَيَّرَ عن مَوَدَّتِهِ وحالا وأَظْهَرَ بَعْدَ رغبتِهِ ملالا فما يَنْفَكُ يَظلِمُني اعْتِدَاءً وما أَنْفَكُّ أُنْصِفُهُ اعتدالا وقد نُزِّهْتُ…
أما فوقها إلا نجود وأنهم
أَما فَوقَها إِلّا نُجودٌ وَأَنَّهُم وَما تَحتَها إِلّا تُرابٌ وَأَعظُمُ فَهَل فَوقَها أَو تَحتَها لَكَ راحَةٌ وَإِنَّكَ حَيّاً…
لا شغل الله لكم خاطرا
لا شَغَلَ اللَهُ لَكُم خاطِراً وَلا عَرَتكُم بَعدَها شائِبَه وَلا أَرَتكُم لِصُروفِ الرَدى حادِثَةً تُصمي وَلا نائِبَه
طال ليلي واعتادني أطرابي
طالَ لَيلي وَاِعتادَني أَطرابي وَتَذَكَّرتُ باطِلي في شَبابي وَتَذَكَّرتُ مِن رُقَيَّةَ ذِكراً قَد مَضى دارِساً عَلى الأَحقابِ إِنَّ…
كم للملاءة من طيف يؤرقني
كَم لِلمُلاءَةِ مِن طَيفٍ يُؤَرِّقُني وَقَد تَجَرثَمَ هادي اللَيلِ وَاِعتَكَرا وَقَد أُكَلِّفُ هَمّي كُلَّ ناجِيَةٍ قَد غادَرَ النَصُّ…
ولأصدقن إلى حذيفة مدحتي
وَلَأَصدُقَنَّ إِلى حُذَيفَةَ مِدحَتي لِفَتى اليَسارِ وَفارِسِ الأَجرافِ مَأوى الضَريكِ إِذا الرِياحُ تَناوَحَت ضَخمُ الدَسيعَةِ مِحلَبٍ مِتلافِ مَن…
وقد سئمت مقامي بين شرذمة
وَقَد سَئِمتُ مُقامِي بَينَ شِرذِمَةٍ إِذا نَظَرتُ إِلَيهِم قَطَّبَتْ هِمَمي أَراذِلٌ مَلَكوا الدُّنيا وَأَوجُهُهُم لَم يَكشِفِ الفَقرَ عَنها…