أيعجب خاطري كيف التقينا
بدار أصبحت مهد الفنون
أديب شاب في فتن الغواني
فقل ما شئت في الرجل الخزين
غرام ظنه اللاهون لهوا
فيأتي الشيب بالخبر اليقين
تأجج في الضلوع فصار نارا
كوت رأسي بمبسمها المكين
رددت الحب عن قلبي فضاعت
قواي بحضرة السحر المبين
عيون صاولتني في حياتي
فنالت ما أرادت من فتوني
فتاة قد أراها في خيالي
وبعض الظن رجم باليقين
رأيت جمالها والليل ظهر
فأنزلت المدامع في عيوني
سلوني عن منازلها سلوني
فمن وجدى بها سكنت عيوني
هبوني طالباً يرجو نوالا
هبوني طالبا حباً هبوني
بكل جميلة قلبي مدين
أطال اللَه عمري في الديون
وحال المعهد العالي جميل
به ما شئت من تحف الفنون
به حسناء لم تترك لقلبي
سوى اللوعات والدمع السخين
وليلى ليس يكفيها عذابي
فطافت بي بأدوية الجنون
تظن بأنني رجل حصيف
يرد ذكاؤه سحر العيون
ولم تعلم بأني مستهام
يفوق ذكاؤه كل الظنون
لقد أصبحت من شغفي جهولا
فما تدري شمالي من يميني
طلبت ترحما منها فقالت
وهل في الحب يا أم ارحميني