تيقنوا أن قلبي منهم يجب
فاستعذبوا من عذابي فوق مايجب
وأعرضوا ووجوه الود مقبلة
وللمكارم قلب ليس ينقلب
ولو قدرت لأسلاني عقوقهم
وكم عقوق سلت أم به وأب
إن لم يكن ذلك الإعراض عن ملل
فسوف ترضيهم العتبى إذا عتبوا
وإن تكدر صاف من مودتهم
فالشمس تشرق أحياناً وتحتجب
لم ترض عيذاب أني مسني نسب
من أهلها وجرى لي منهم تعب
حتى لقيت بقوص لا سقت أبداً
أكناف قوص ولا من حلها السحب
عوارضاً كشف المريخ صفحته
لهن والمشتري عنهن محتجب
وكان إعراض سيف الدين أكبر ما
لقيت والبحر تنسى عنده القلب
أتيت من مأمني فيه وفاجأني
ما لم تكن أعين الآمال ترتقب
وأرجف الناس حتى قال قائلهم
يا رائد الحي لا ماء ولا عشب
فقلت هل أفقر الوادي أم افتقر النادي
أم انحل ذاك الكرب والكرب
فقيل بل جملة الأحوال حالية
ومعقل العز معمور القنا أشب
وإنما المجلس السيفي منحرف
فإن تعذر مأمول فلا عجب
وكيف لا تعرض الدنيا متابعة
لرأيه وهو في إقبالها السبب
لولا شفاعته الحسنى نائله الأسنى
لما أنجح المسعى ولا الطلب
يا جامع العز والتقوى وبينهما
بون بعيد المرامي ليس يقترب
قد بان لي منك أمر كنت أجهله
وغامض العلم بالتدريج يكتسب
بأنك المرء في أهل وفي وطن
لكنه بالسجايا البيض مغترب
صافي المروءة لولا فضل نخوته
ودينه أدرك الواشون ما طلبوا
وكيف ينفق زور عند مجلسه
والغالبان عليه الدين والحسب