تذكر في ربوع الضال عهدا

التفعيلة : البحر الوافر

تَذَكَّر في ربوع الضّال عَهْداً

فزاد به وجودُ الذكر وَجْدا

وأضناه الهوى بغرام نجد

فأصبحَ بالضّنى عظماً وجلدا

وشامتْ منه أعْيُنه فأروى

وميض البرق في الأحشاء زندا

فمن لجوانح مُلِئَت غراماً

كما مُلِئَت عيون الصَّبِّ سهدا

وفي تلك المنازل كانَ قلبي

فمذ فقد الأحبة راح فقدا

سقى أطلال رامة في غوادٍ

تخدد ثم وجه الأرض خدا

وحيّاها حَياً يحكي دموعي

بها يسقي ها علماً ووهدا

وكيف سلوّ أهل الخيف وُدّي

ولم أسْلُ لهم في البين وُدّا

تصدّى ظبيُ لعلع في تلافي

وأسْلَبَني التصبّر حين صدّا

وظُلم منه حرّم رشفِ ظَلْمٍ

سواه لا يريني الوجد بردا

ولم يعطف على دَنِفٍ كئيب

وقد حاكى غصون البان قدا

أعينا مغرم العينين صبًّا

تَعدّته السّهام وما تعدّى

لعمرك ما الهوى إلاَّ هوانٌ

ومَن رام الملاح وما تردّى

وكم مولىً تعرّض للتصابي

فصيّره الهوى بالرغم عبدا

خليليَّ اسلكا فينا حديثاً

لنجفو عنده سلمى وسُعدى

وهاتا لي بمحمود مديحاً

وقولاً فيه مدحاً ما تَوَدّا

به الرحمن أودع كلَّ فضلٍ

وفي بُرد الفضائل قد تردّى

إذا عَدّوا أكابر كلّ قومٍ

فأول ما جناب علاه عدا

لقد زرع الجميل لكل قلب

فكلٌّ فاه في علياه حمدا

وحلّ له على الإسلام شكراً

فصار عليهم فرضاً يؤدّى

وعَمَّ ثناؤه شرقاً وغرباً

وسَيَّر ذكره غوراً ونجدا

ويبسط راحةً تنهلّ جوداً

أحبّ مكارم الكرماء وفدا

ونوردُ من يديه إذا ظَمِئْنا

فيسقيان بذاك الكفّ شهدا

وندفع في عنايته خطوباً

إذا أضحت لنا خصماً ألدا

متى يممته تجدو نداه

أفادك من كلا البحرين رفدا

فهذا أعلم العلماء طراً

وأكرمُ من أفاد ندىً وأجدى

وكم من حاسدٍ لعلاه يوماً

فمات بغيظه حَسَداً وحِقدا

وأمَّل مجده فغدا كليلاً

ورام بلوغ همّته فأكدى

أرَدْنا أنْ نَعُدّ له صفاتٍ

فما اسطعنا لذاك الفضل عدا

وحاولنا نروم له نظيراً

فان بعصرنا في الناس فردا

عليك أبا الثناء يبثّ عبد

مدى أيامه شكراً وحمدا

نعيد باسمك السامي قصيداً

ولا نبغي سوى المرضاة قصدا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم

المنشور التالي

خذ بالمسرة واغنم لذة الطرب

اقرأ أيضاً