لَهفي عَلى الزَمَنِ القَصيرِ
بَينَ الخَوَرنَقِ وَالسَديرِ
إِذ نَحنُ في غُرَفِ الجِنا
نِ نَعومُ في بَحرِ السُرورِ
في فِتيَةٍ مَلَكوا عِنا
نَ الدَهرِ أَمثالِ الصُقورِ
ما مِنهُمُ إِلّا الجَسو
رُ عَلى الهَوى غَيرُ الحَصورِ
يَتَعاوَرونَ مُدامَةً
صَهباءَ مِن حَلَبِ العَصيرِ
عَذراءَ رَبّاها شُعا
عُ الشَمسِ في حَرِّ الهَجيرِ
لَم تُدنَ مِن نارٍ وَلَم
يَعلَق بِها وَضَرُ القُدورِ
وَمُقَرطَقٍ يَمشي أَما
مَ القَومِ كَالرَشاءِ الغَريرِ
بِزُجاجَةٍ تَستَخرِجُ ال
سِرَّ الدَفينَ مِنَ الضَميرِ
زَهراءَ مِثلِ الكَوكَبِ الدُرِّي
يِ في كَفِّ المُديرِ
تَدَعُ الكَريمَ وَلَيسَ يَد
ري ما قَبيلٌ مِن دَبيرِ
وَمُخَصَّراتٍ زُرنَنا
بَعدَ الهُدّوِّ مِنَ الخُدورِ
رَيّا رَوادِفُهُنَّ يَل
بَسنَ الخَواتِمَ في الخُصورِ
غُرِّ الوُجوهِ مُحَجِّبا
تٍ قاصِراتِ الطَرفِ حورِ
مُتَنَعِّماتٍ في النَعي
مِ مُضَمَّخاتٍ بِالعَبيرِ
يَرفُلنَ في حُلَلِ المَحا
سِنِ وَالمَجاسِدِ وَالحَريرِ
ما إِن يَرَينَ الشَمسَ إِل
لا الفَرطَ مِن خَلَلِ السُتورِ
وَإِلى أَمينِ اللَهِ مَهرَ
بُنا مِنَ الدَهرِ العَثورِ
وَإِلَيهِ أَتعَبنا المَطا
يا بِالرَواحِ وَبِالبُكورِ
صُعرَ الخُدودِ كَأَنَّما
جُنِّحنَ أَجنِحَةَ النُسورِ
مُتَسَربِلاتٍ بِالظَلا
مِ عَلى السُهولَةِ وَالوُعورِ
حَتّى وَصَلنَ بِنا إِلى
رَبِّ المَدائِنِ وَالقُصورِ
ما زالَ قَبلَ فِطامِهِ
في سِنِّ مُكتَهِلٍ كَبيرِ