كَأَنّا وَإِن كُنّا نِياماً عَنِ الرَدى
غَداً تَحتَ أَحجارِ الصَفيحِ المُنَضَّدِ
نُرَجّي خُلودَ العَيشِ حيناً وَضِلَّةً
وَلَم نَرَ مِن آبائِنا مِن مُخَلَّدِ
لَنا فِكرَةٌ في أَوَّلينا وَعِبرَةٌ
بِها يَقتَدي ذو العَقلِ فيها وَيَهتَدي
وَلَكِنَّنا نَأتي العَمى وَعُيونُنا
إِلَيهِ رَوانٍ هاكَذا عَن تَعَمُّدِ
كَأَنّا سَفاهاً لَم نُصَب بِمُصيبَةٍ
وَلَم نَرَ مِنّا مَيِّتاً جَوفَ مُلحَدِ
بَلى كَم أَخٍ لي ذي صَفاءٍ حَثَوتُهُ
عَلى الرَغمِ مِنّي مُلحَدَ الرَمسِ بِاليَدِ
أُهيلُ عَلَيهِ التُربَ مِن كُلِّ جانِبٍ
أَرى ذاكَ مِنّي حَقَّ زادِ المُزَوَّد
وَقَد كُنتُ أَفديهِ وَأَحذَرُ نَأيَهُ
وَأَفزَعُ إِمّا باتَ غَيرَ مُمَهَّدِ
لِكُلِّ أَخي ثُكلٍ عَزاءٌ وَأُسوَةٌ
إِذا كانَ مِن أَهلِ التُقى في مُحَمَّدِ