عاني المها مستهل الدمع ساكبه

التفعيلة : البحر البسيط

يا للهوى مَن لِصَبّ لَم يَنَل أَرَبا

عاني المها مُستهلّ الدَمع ساكبُه

بادي الضَنى ذو غَرام سامَهُ شَجَنا

يَهوى الظبا وَهوى الآرام غالبُه

وَيح العِدا وَاللَواحي حمّلته عَنا

جَمر الأَسى لَم يَزَل دَوماً يُصاحبُه

ماذا حَوى وَيح قَلبي ظَلّ مُرتهنا

يَرجو اللقا وَالظبا تيها تُعاقبُه

كَم مِن رَشا وَغَزال هزّ قَدّ قَنا

إِذا رَنا فتنَ الأَلبابَ حاجبُه

نجم هَوى بِأَبي مِنهُ بَديع سَنا

تَحت الدُجى قَمر تَزهو مَواكبُه

ذاكي الشَذا خَدّهُ الوَردي طاب جَنى

بَينَ المَلا جَلّ عَن رَيب يُقاربُه

يا طالَما صُنت عَمَّن لامَني أذنا

رُمت القلى رَيثما أَنّي أُجانبُه

هَل من لَحا وَمُدام الثَغر كَأس هنا

يا ذا النهى أترى نِدّاً يُناسبُه

ما إِن أَرى غَير ما أَملت فيهِ مُنى

إِلّا النَدى وَأمين المَجد واهبُه

بَدر التُقى مَن إِذا أَتلو لَديهِ ثَنا

سامي الذرى رَتّلت مَدحي مَناقبُه

وافي السخا أَريحيّ كَم حَبا مِننا

سحّ العَطا مِن نَدىً جادَت سَحائبُه

شَهم سَما كُلّ مَعنى حازَهُ حسنا

حَتّى رَقى عِندَما باهَت مَراتبُه

لا يختشى فَهوَ غَيث البرِّ إِن هَتَنا

إِذا سَطا لمَعَت بَطشاً قَواضبُه

نالَ المُنى لا اِنبَرى يَلقى هنا وَمُنى

حَتّى حَوى ظافِراً فيما يُراقبُه

عَطفاً عَلى مُستَهام رقَّ وَاِنتَحَبا

واهي القوى ما شَكا بُؤساً وَلا وَصَبا

وَافي العَنا مشفقاً مِن بَرحِهِ رَهَبا

طول المَدى وَهوَ لا يُصغي لِمَن عَتبا

أَزكى لَظى لاعج مِن وَجدِهِ اِلتَهَبا

وَسط الحَشا مصعداً أَنفاسهُ لَهَبا

مضنى الجَوى أتقاوى وَالهَوى غَلَبا

بعد النَوى وَعيائي داؤُهُ صَعبا

تَحتَ الحلى ذو جَمال زيّن النقبا

يَسبي الحجا وَبلبّي طالَما لَعِبا

بَدر أَضا لا نَأى عَنّي وَلا غَربا

باهي السَنا لَو رَآهُ البَدر لاِحتَجَبا

حازَ البها وَسُقي ماء الحَيا أَدَبا

حَتّى زَها فَغَدا حالي بِهِ عَجَبا

بَينَ الوَرى كَم حَسود ناصح خلبا

لا لِلغوى مَسمَعي عَن نُصحهِ اِجتَنَبا

عَذب اللَمى هات يا مَن مِنهُ قَد شَرِبا

بَينَ المَلا سكّراً أرشفت أَم ضَربا

وَرداً حَلا مِن جدى آلاء مَن وَهَبا

مُروي الظما ذو المَعالي سَيّد النجبا

شَمس الهُدى مَدحهُ يَتلو الثَنا كتبا

بِلا مرا مَن رَأى تَرتيله اِعتَجَبا

عالي الثَنا غَير مَغبون بِما اِكتَسَبا

سَحّ الحَيا لَم يَسمه بَذله كَربا

حازَ العُلى حين عَمّا دونَهُ رَغِبا

عِزّاً نَما طاوَلت عَلياؤُهُ الشُهُبا

بَل يرتَجى وَهوَ لَيث الغاب إِن وَثَبا

يَوم الوَغى لِتَرى مِنهُ العِدا رُعبا

طول المَدى لَم يَزَل بِاللَهِ مُحتَسِبا

عون القَضا غَير مَعصيّ بِما طلبا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

مستهام رق وانتحبا

المنشور التالي

عطفا على مستهام رق وانتحبا

اقرأ أيضاً

عكاظ

الأرض: ثغرى أنهر لكن قلبي نار. البحر: أُبدي بسمتي.. وأضمر الأخطار. الريح: سِلمي نسمة وغضبتي إعصار. الغيم: لي…