نُمتُ إِلى الصُبحِ وَإِبليسُ لي
في كُلِّ ما يُؤثِمُني خَصمُ
رَأَيتُهُ في الجَوِّ مُستَعلِياً
ثُمَّ هَوى يَتبَعُهُ نَجمُ
أَرادَ لِلسَمعِ استِراقاً فَما
عَتَّمَ أَن أَهبَطَهُ الرَجمُ
فَقالَ لي لَمّا هَوى مَرحَباً
بِتائِبٍ تَوبَتُهُ وَهمُ
هَل لَكَ في عَذراءَ مَمكورَةٍ
يَزينُها صَدرٌ لَها فَخمُ
وَوارِدٌ جَثلٌ عَلى مَتنِها
أَسوَدُ يَحكي لَونَهُ الكَرمُ
فَقُلتُ لا قالَ فَتىً أَمرَدٌ
يَرتَجُّ مِنهُ كَفَلٌ فَعمُ
كَأَنَّهُ عَذراءُ في خِدرِها
وَلَيسَ في لَبَّتِهِ نَظمُ
فَقُلتُ لا قالَ فَتىً مُسمَعٌ
يُحسِنُ مِنهُ النَقرُ وَالنَغمُ
فَقُلتُ لا قالَ فَفي كُلِّ ما
شابَهَ ما قُلتُ لَكَ الحَزمُ
ما أَنا بِالآيِسِ مِن عَودَةٍ
مِنكَ عَلى رَغمِكَ يا فَدمُ
لَستُ أَبا مُرَّةَ إِن لَم تَعُد
فَغَيرُ ذا مِن فِعلِكَ الغَشمُ