قَد كادَ هَذا الفَخُّ أَن يَعقِرا
وَاِنحَرَفَ العُصفورُ أَن يَنقِرا
غَيَّبتُ بِالتُربِ عَلَيهِ لَهُ
بِالمُستَوى خَشيَةَ أَن يَنفِرا
كَما رَأى التُربَ رَأى جُثوَةً
مائِلَةَ الشَخصِ فَما اِستَنكَرا
حَتّى إِذا أَشرَفَها موفِياً
وَعايَنَ الحَبَّ لَهُ مُظهَرا
خاطَبَهُ مِن نَفسِهِ زاجِرٌ
قَد كُنتُ لا أَرهَبُ أَن يَزجُرا
فَأَعمَلَ الفِكرَ قَليلاً فَلا
يَقتُلُهُ الرَحمَنُ ما فَكَّرا
فَاِحتَرَبَت لا وَنَعَم ساعَةً
ثُمَّ اِنجَلى جُندُ نَعَم مُدبِرا
فَضَمَّ كَشحَيهِ إِلى جُؤجُؤٍ
كانَ إِذا اِستَنجَدَهُ شَمَّرا
فَلَم يَرُعني غَيرُ تَدويمِهِ
آمِنَ ما كُنتُ لَهُ مُضمِرا