ذاب قلبي لحادث طرقه

التفعيلة : البحر الخفيف

ذابَ قَلبي لِحادثٍ طَرَقَه

حينَ قالوا ماتَ الفَتى صَدَقَه

وَجَرَت مُقلَتي عَلَيهِ دَماً

فَهيَ صارَت في دَمعِها غَرِقَه

لَهفَ نَفسي عَلَيهِ مِن رجُلٍ

كَأنَّ رَبّي مِن فِطنَةٍ خَلَقَه

ذو ذَكاءٍ يَحكي ذُكاءَ سَناً

وَحياءٍ مِنهُ نَدى حَدَقَه

وَاعتناءٍ بِالنَحو مشتغلٌ

لِخَفاياه في النُقول ثِقَه

حينَ زانَ العِذارُ وَجنَتَهُ

وَكَساها رَيحانَةً وَرَقَه

وَبَدا بَين صَحبهِ قَمراً

وَأَضاءَت أَنوارُه أفُقَه

وَغَدا بَينَ أَهلِهِ عَلَما

شَرَّفَ اللَهُ باسمِهِ فِرَقَه

جا إِلَيهِ مِن رَبِّهِ قَدَرٌ

وَسَقاه حِمامَهُ رَنِقَه

أَنا مَع صاحبيه في أَلمٍ

وَأَسىً وَالقُلوب محترِقَه

صاحَبوني ثَلاثَةٌ نَسقاً

في اجتهادٍ سنينَ مُتَّسِقَه

في كِتابِ التَسهيلِ بحثهُم

أَيُّ بَحثٍ فيهِ غَدوا طَبقَه

فَمَضى واحدٌ لطيَّتِهِ

كانَ في الخَيرِ سالِكاً طُرُقَه

لَم يُؤخَّر عَن هالِكٍ أَجل

إِنَّ ذا عمرهُ الَّذي رُزِقَه

إِن يَكُن جسمُهُ ثَوى جَدَثاً

فإلى عَدنِ روحُه سَبقَه

في نَعيمٍ وَفي مَقرِّ عُلىً

بَينَ حورٍ لَهُنَّ فيهِ مِقَه

قَدَّسَ اللَهُ سِرَّ تُربَتِهِ

وَسَقاهُ مِن سُحبِهِ غَدقَه


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أهذا نسيم قد تهادى من التي

المنشور التالي

قد فاح منها أريج المسك للناشق

اقرأ أيضاً

الليل يا صاحبي منطلق

اللَّيْلُ يَا صاحِبَيَّ مُنْطَلِقُ يُقَادُ زَحْفَاً وَمَا بِهِ رَمَقُ غَمَّضَ دُونَ الغُرُوبِ كَوْكَبُهُ إِذْ شَفَّهُ طُولَ لَيْلِهِ الأَرَقُ…