قَد سَباني مِن بَني التُركِ رَشا
جَوهَريُّ الثَغرِ مِسكيُّ النَفَس
قَد حَكى غُصناً وَبَدراً وَنَقاً
في اِرتجاجٍ وَانبِلاجٍ وَميَس
ضيّقُ العَينينِ تركيُّهُما
واسعُ الوَجنَةِ خَزِّيُّ المَجَس
ناظِري للوَردِ مِنهُ غارِسٌ
ما لَهُ لا يَجتَني مِما غَرَس
أَصبَحت عَقربُ صدغيهِ مَعاً
لجنيِّ الوَردِ في الخَدِّ حَرَس
وَغَدا ثُعبانُ دُبُّوقَتِهِ
جائِلاً في عِطفِهِ مَهما اِرتَجَس
لَستُ أَخشى سَيفَهُ أَو رُمحَهُ
إِنَّما أرهبُ لحظاً قَد نَعَس
اِختَلَسنا بَعدَ هَجرِ وَصله
إِنَّ أَهنا الوَصلِ ما كانَ خَلَس
لَستُ أَنساهُ وَقَد اطلَعَ من
راحِهِ شَمساً أَضاءَت في الغَلَس
وَرَمى العمَّةَ وَالتاح لَنا
فَرقُ شعرٍ دَقَّ مبدٍ ما التبَس
لَمس الكَأسَ لِكي يَشرَبَها
فَاعترتهُ هَزَّةٌ مِما لَمَس
ثُمَ أَدنى جَوهَراً مِن جَوهَرٍ
وَتَحسّى الكَأسَ في فَردِ نَفَس
وَغَدا يَمسَحُ بِالمنديلِ ما
أَبقتِ الخمرةُ في ذاكَ اللَعَس
عَجَباً مِنها وَمِنهُ قهقهَت
إِذ حَساها وَهوَ مِنها قَد عَبَس