شَطَّ مِن ساكِنِ الغُوَيرِ مَزارُه
وَطَوَتهُ البِلادُ فَاللَهُ جارُه
كُلَّ يَومٍ عَن ذي الأَراكِ خَليطٌ
يَلتَوي وَصلُهُ وَتَعفو دِيارُه
فَسَقاهُم وَإِن أَطالَت نَواهُم
خِلفَةَ الدَهرِ لَيلُهُ وَنَهارُه
كُلُّ جَونٍ إِذا اِرتَقى البَرقُ فيهِ
أوقِدَت لِلعُيونِ بِالماءِ نارُه
إِن أَقامَ اِرتَوى الظِماءُ وَإِن سا
رَ أَقامَت أَنيقَةً آثارُه
بِاِتِّفاقٍ مِن خُضرَةِ الرَوضِ نَضرٍ
وَاِختِلافٍ يُجِدُّهُ نُوّارُه
كَسُفورِ الفَتاةِ عَن حُرِّ وَجهٍ
يَتَكافا اِبيِضاضُهُ وَاِحمِرارُه
عيلَ صَبرُ المُحِبِّ مِمّا يُلاقي
هِ وَلا غَروَ أَن يُعالَ اِصطِبارُه
يَبتَغي المَرءُ وَقفَةَ العَيشِ وَالعَي
شُ سِجالٌ كَثيرَةٌ أَطوارُه
لا يَهِمَّنَّكَ اِلتِماسَكَ مِن رَأ
يِ مُعَنّىً قَصارُهُ إِقصارُه
قَد يَحولُ المُشتاقُ عَن مُبرِحِ الشَو
قِ وَيَنزاحُ شَجوُهُ وَاِدِّكارُه
لَيتَ شِعري عَنِ اللَئيمِ إِذا لي
مَ عَلى فَرطِ بُخلِهِ ما اِعتِذارُه
وَالجَوادُ المَوصوفُ لَو لَم يَعِبهُ
شُحُّهُ بِالفَعالِ وَاِستِئثارُه
عَوَّلَت بي عَلى عَلِيٍّ خِلالٌ
فيهِ مِنها عُلُوُّهُ وَفَخارُه
طَلَبَت سَعيَهُ الرِجالُ وَيَأبى ال
بَحرُ إِلّا أَلّا يُخاضَ غِمارُه
يَدُهُ أَو لِسانُهُ شُغلُ الحا
دِثِ وَالسَيفُ مَتنُهُ أَو غِرارُه
المُرَجّى نَوالُهُ وَالمُعَلّى
بَيتُهُ وَالكَريمُ عِتقاً نِجارُه
أَنجَبَتهُ أَحرارُ فارِسَ حُرَّ النَف
سِ وَالبَيتُ خَيرُهُ أَحرارُه
لَهُم رَغبَةٌ تُساقُ إِلَيهِ
وَرِضىً حينَ تُبتَلى أَخبارُه
وَمَدارٌ عَلَيهِ وَالفَلَكُ الضَخ
مُ عَلى كَوكَبِ السِماكِ مَدارُه
أَفرَصَتهُ العُلا فَأَصبَحَ يَختا
رُ اِصطِفاءً مِنها الَّذي يَختارُه
لَم يَكُن وَسمُهُنَّ قَرضاً يُؤَدّي
هِ وَلا رِقُّهُنَّ عِلقاً يُعارُه
غُرَّ مِنهُ الجُهّالُ حَتّى تَرَدّوا
وَقَديماً أَردى الجَهولَ اِغتِرارُه
بَدَأوا غَفلَةً وَثَنّوا بِأُخرى
وَاِنصِداعُ الزُجاجِ ثُمَّ اِنكِسارُه
يَتَقَصّى ضَمانُهُ دَرَكَ الخَط
بِ وَيُعدي عَلى الزَمانِ جِوارُه
نِعمَ بادي الفَعالِ يُرجى جَداهُ
وَرِباطُ التَدبيرِ يُخشى اِنتِشارُه
فَمَتى فاضَ مِن أَكُفِّ بَني الفَيا
ضِ نَيلٌ فَالنَيلُ وَاِستِبحارُه
يَحتَوي نَشرَهُم وَقَد مَلَأوا الأَر
ضَ نُجودُ العاقولِ أَو أَغوارُه
أَنزَلَتهُم فيهِ دِيارَ إِيادٍ
وَقَعاتُ الصَفيحِ تَدمى شِفارُه
مَنزِلٌ لاتَزالُ تَسري إِلَيهِ
طُرُقُ الرُغبِ قائِماتٍ مَنارُه
كَم أَضافوا خَليفَةً فيهِ فَخماً
وَأَميراً ضَخماً يُخافُ حِوارُه
وَإِذا النَهرَوانُ ساحَ عَلَيهِم
وَتَقَرَّت رِباعَهُم أَنهارُه
راحَ عَنهُ الزَيتونُ مُتَّسِعَ الأَف
ياءِ وَالنَخلُ باسِقاً جُمّارُه
أَكمَلَ اللَهُ في أَبا الحَسَنِ الحُس
نى الَّتي أُغرِيَت بِها أَوطارُه
سَيِّدٌ دَأبُهُ لَنا الدَهرَ وَفرٌ
مِنهُ إِنفاقُ مُجتَدٍ وَاِدِّخارُه
لايَزَل رائِدُ الحَوادِثِ مُلغىً
عَنكَ يَعدوكَ رَيبُهُ وَعِثارُه
كَم فَقيدٍ مِنَ التِلادِ إِذا نَق
قَبَ عَن شَأنِهِ فَعِندَكَ ثارُه
أَثَرٌ عَن مُحَمَّدٍ يَأثُرُ المَج
دَ عَلَيكَ اِقتِفاؤُهُ وَاِفتِقارُه
قَد تَطَوَّلتَ بِالكَثيرِ وَنَقصٌ
بي إِذ كُنتَ فَوقَهُ اِستِكثارُه
فَإِبقَ أُنساً لَنا فَما ضَحِكَ الدَه
رُ إِلَينا إِلّا وَعَنكَ اِفتِرارُه