ينقضي العيش بين شوق ويأس

التفعيلة : البحر الخفيف

ينقَضي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ ويأْسِ

والمُنَى بَيْنَ لَوْعَةٍ وتَأَسِّ

هذِهِ سُنَّةُ الحَيَاةِ ونَفْسي

لا تَوَدُّ الرَّحيقَ في كأسِ رِجْسِ

مُلِئَ الدَّهْرُ بالخداعِ فكمْ قَدْ

ضَلَّلَ النَّاسَ مِنْ لإمامٍ وقسِّ

كلَّما أَسأَلُ الحَيَاةَ عن الحقِّ

تَكُفُّ الحَيَاةُ عن كلِّ هَمْسِ

لمْ أجدْ في الحَيَاةِ لحناً بديعاً

يَسْتَبيني سِوى سَكينَةِ نَفْسي

فَسَئِمْتُ الحياةَ إلاَّ غِراراً

تتلاشى بهِ أَناشيدُ يَأْسي

ناولتني الحَيَاةُ كأساً دِهاقاً

بالأَماني فما تناولْتُ كأْسي

وسَقَتْني من التَّعاسَةِ أَكْواباً

تَجَرَّعْتُها فيَا شدَّ تَعْسي

إنَّ في روضَةِ الحَيَاةِ لأَشْواكاً

بها مُزِّقَتْ زَنابِقُ نفسي

ضاعَ أَمسي وأَينَ منِّي أَمسي

وقَضَى الدَّهْرُ أَنْ أَعيشَ بيَأْسي

وقَضَى الحبُّ في سُكونٍ مُريعٍ

ساعَةَ الموتِ بَيْنَ سُخْطٍ وبُؤْسِ

لمْ تُخَلِّفْ ليَ الحَيَاةُ من الأَمسِ

سِوى لوعَةٍ تَهُبُّ وتُرْسي

تَتَهادَى مَا بَيْنَ غَصَّاتِ قلبي

بسُكُونٍ وبينَ أَوجاعِ نَفْسي

كَخيالٍ من عالَمِ الموتِ يَنْسابُ

بصَمْتٍ مَا بَيْنَ رَمْسٍ وَرَمْسِ

تِلْكَ أَوجاعُ مهجةٍ عَذَّبتها

في جحيمِ الحَيَاةِ أَطْيَافُ نَحْسِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أيها الشعب ليتني كنت حطابا

المنشور التالي

عجبا لي أود أن أفهم الكون

اقرأ أيضاً

يا أيها المتسمن

يا أَيُّها المُتَسَمِّنُ قُل لي لِمَن تَتَسَمَّنُ سَمَّنتَ نَفسَكَ لِلبِلى وَبَطِنتَ يا مُستَبطِنُ وَأَسَأتَ كُلَّ إِساءَةٍ وَظَنَنتَ أَنَّكَ…

وبربطاني غدا

وَبَربَطانِيٍّ غَدا مُستَحكِماً وَسواسُهُ يَرفَعُ عَينَيهِ إِلى كُلِّ مَكانٍ راسُهُ فوهُ لَهُ خَريطَةً كَمَخَتُها أَضراسُهُ فَإشن رَمى فَإِنَّما…

كيف يبقى من يعرضه

كَيْفَ يَبْقَى مَنْ يُعَرِّضُهُ لِلْمَنَايَا لَحْمُهُ وَدَمُهْ كَلُّ شَيءٍ فِيْهِ صِحَّتُهُ فِيْهِ إِنْ مَيَّزْتَهُ سَقَمُهْ فَالَّذِي يَشْفِيْهِ يُمْرِضُهُ…