نابي الفِراشِ طَرِيُّ اللَحمِ مُطعَمَهُ
كَأَنَّ أَلواحَهُ أَلواحُ مَحصومِ
عاري الأَشاجِعِ مَسعورٌ أَخو قَنَصٍ
فَما يَنامُ بَحيرٌ غَيرَ تَهويمِ
حَتّى إِذا أَيقَنَت أَن لا أَنيسَ لَها
إِلّا نَئيمٌ كَأَصواتِ التَراجيمِ
تَوَرَّدَت وَهيَ مُزوَرٌّ فَرائِصُها
إِلى الشَرايِعِ بِالقودِ المَقاديمِ
وَاِستَروَحَت تَرهَبُ الأَبصارَ أَنَّ لَها
عَلى القُصَيبَةِ مِنهُ لَيلَ مَشؤومِ
حَتّى إِذا غَمَرَ الحَوماتُ أَكرُعَها
وَعانَقَت مُستَنيماتِ العَلاجيمِ
وَساوَرَتهُ بِأَلحَيها وَمالَ بِها
بَردٌ يُخالِطُ أَجوافَ الحَلاقيمِ
تَكادُ آذانُها في الماءِ يَقصِفُها
بيضُ المَلاغيمِ أَمثالُ الخَواتيمِ
وَقَد تَحَرَّفَ حَتّى قالَ قَد فَعَلَت
وَاِستَوضَحَت صَفَحاتِ القُرَّحِ الهيمِ
ثُمَّ اِنتَحى بِشَديدِ العَيرِ يَحفِزُهُ
حَدُّ اِمرِئٍ في الهَوادي غَيرِ مَحرومِ
فَمَرَّ مِن تَحتِ أَلحَيها وَكانَ لَها
واقٍ إِلى قَدَرٍ لا بُدَّ مَحمومِ
فَاِنقَعَرَت في سَوادِ اللَيلِ يَغصِبُها
بِوابِلٍ مِن عَمودِ الشَدِّ مَشهومِ
فَآبَ رامي بَني الحِرمانِ مُلتَهِفاً
يَمشي بِفَوقَينِ مِن عُريانِ مَحطومِ
فَظَلَّ مِن أَسَفٍ أَن كانَ أَخطَأَها
في بَيتِ جوعٍ قَصيرِ السِمكِ مَهدومِ
مَحكانُ شَرُّ فُحولِ الناسِ كُلِّهِمِ
وَشَرُّ والِدَةٍ أُمُّ الفَرازيمِ
فَحلانِ لَم يَلقَ شَرُّ مِنهُما وَلَداً
مِمَّن تَرَمَّزَ بَينَ الهِندِ وَالرومِ