وَإِذا عَدَدتَ بَني كُلَيبٍ لَم تَجِد
حَسَباً لَهُم يوفي بِشِسعِ قِبالِ
لا يَمنَعونَ لَهُم حَرامَ حَليلَةٍ
بِمَهابَةٍ مِنهُم وَلا بِقِتالِ
أَجَريرُ إِنَّ أَباكَ إِذ أَتعَبتَهُ
قَصَرَت يَداهُ وَمَدَّ شَرَّ حِبالِ
إِنَّ الحِجارَةَ لَو تَكَلَّمَ خَبَّرَت
عَنكُم بِأَلأَمَ دِقَّةٍ وَسِفالِ
لَو تَعلَمونَ غَداةَ يُطرَدُ سَيبُكُم
بِالسَفحِ بَينَ مُليحَةٍ وَطِحالِ
وَالحَوفَزانُ مُسَوِّمٌ أَفراسَهُ
وَالمُحصَناتُ يَجُلنَ كُلَّ مَجالِ
يَحدُرنَ مِن أُمُلِ الكَثيبِ عَشِيَّةً
رَقَصَ اللِقاحِ وَهُنَّ غَيرُ أَوالِ
حَتّى تَدارَكَها فَوارِسُ مالِكٍ
رَكضاً بِكُلِّ طُوالَةٍ وَطُوالِ
لَمّا عَرَفنَ وُجوهَنا وَتَحَدَّرَت
عَبَراتُ أَعيُنِهِنَّ بِالإِسبالِ
وَذَكَرنَ مِن خَفَرِ الحَياءِ بَقِيَّةً
بَقِيَت وَكُنَّ قُبَيلُ في أَشغالِ
وارَينَ أَسوُقَهُنَّ حينَ عَرَفنَنا
ثِقَةً وَكُنَّ رَوافِعَ الأَذيالِ
بِفَوارِسٍ لَحِقوا أَبوهُم دارِمٌ
بيضُ الوُجوهِ عَلى العَدُوِّ ثِقالِ
كُنّا إِذا نَزَلَت بِأَرضِكَ حَيَّةٌ
صَمّاءُ تَخرُجُ مِن صُدوعِ جِبالِ
يُخشى بَوادِرُها شَدَخنا رَأسَها
بِمُشَدِّخاتٍ لِلرُؤوسِ عَوالي
إِنّا لِنَنزِلُ ثَغرَ كُلِّ مَخوفَةٍ
بِالمُقرَباتِ كَأَنَّهُنَّ سَعالي
قوداً ضَوامِرَ في الرُكوبِ كَأَنَّها
عِقبانُ يَومِ تَغَيِّمٍ وَطِلالِ