وفتيان صدق من تميم تنَاثلوا
دروعهمُ والليل ضافي الوشائعِ
وقِيذينَ من عرقِ السري وقلوبهم
شدادٌ على مرِّ الخطوب الصَوادع
يقودون جُرْداً مضمراتٍ كأنها
كواسرُ عقبانِ الشُريفِ الأباقعِ
تجارى إلى شعواء إلا السيف عندها
بصادٍ ولا ظامي الرجال بناقِع
ضمنتُ لهم مُلك العراق فأوسعوا
ضِرابَ الطُّلى بالمرهفات القواطعِ
وكنتُ إذا ما ساورتني كريهةٌ
برزتُ لها في جحفلٍ من مجاشعِ
فلم أستكن من صرف دهرٍ لحادثٍ
ولا ارتعتُ من وقع الخطوب لرائع
قدعك ما اسْطَعْتِ الغداةَ فإِنها
صبابةُ مجدٍ لا هوىَ بالبراقِعِ
سَلي غانيات الحيِّ عن مُتخَمِّطٍ
إذا السجف ميطت عن ظباء الأجارع
وكم زوْرة قابلتُّها بتجنُّبٍ
ومبذولِ وصلٍ رعتُه بالقطائعِ
وسَكرى من الوجد الدخيل أبحتها
عَفافَ تقيٍّ لا عفاف مُخادعِ
إذا المرءُ لم يعتدَّ إلا لصَبْوةٍ
أتاهُ الردى ما بين ناءٍ وقاطعِ
وإنْ هو لم يجهدْ إلى العزِّ نفسه
تحمَّل أَوْقَ الذلِّ في زيِّ وادعِ
أبي اللهُ إلا وثْبةً مُضريَّةً
تُبيحُ المواضي من دماءِ الأخادعِ
تعمُّ الفضا من أدْكن البُرْد قاتمٍ
وتكسو الثَّرى من أحمر اللون ناصع
فلا تاجَ إلا وهو في رُسْغ سابحٍ
ولا رأس إلا وهو في كفِّ قاطعِ
إذا ما حَموا أرواحهم بدروعِهم
أبحْنا حِماها بالرماح الشَّوارعِ
وإنْ ناجَزونا بالطِّعان سفاهةً
أبحْنا حِماها بالرماح الشَّوارعِ
وإنْ ناجَزونا بالطَّعان سفاهةً
أعدناهم بالرق بعض البضائع
إِلامَ أذودُ النفس عما تَرومهُ
ذيادَ المطايا عن عِذابِ المشارعِ
فإنْ أنا لم أَخبطْ لها الوعرَ عاسفاً
بإكراهها بين السُّرى والوقائعِ
فهمي من فرط الكآبة قاتلي
وعزمي من حرِّ البسالة باخعي
بدا لأصحابي غمامٌ كما بدتْ
أعيَلامُ رضْوى للمُجدِّ المتابِع
تعرَّضَ نجدياً كأنَّ وميضَهُ
سيوفٌ جلاها صاقلٌ غِبَّ طابعِ
كأنَّ العِشارَ المُثْقلات أجاءَها
مخاضٌ فجاءت بين موفٍ وواضع
فما زعزعتهُ الريحُ حتى تصادمت
على الأكم أعناقُ السيولِ الدوافع
فآضتْ له البيداءُ يَمّاً وبُدِّلتْ
يرابيعُ ذاك المُنحنى بالضفَّادعِ
فلا موضعٌ إلا مُخيضُ ركابهِ
ولا واضعٌ إلا فُويْقَ المناقِعِ
فقال خبيرُ القوم عامٌ بغبطةٍ
نديُّ الثرى والجوِّ غضُّ المراتعِ
فقلتُ لأنْدى منه لو تعلمونَهُ
أناملُ نوشَرْوان تهمي لقانعِ
سحائبُ تَمْريها العُفاةُ فيَغتدي
على القوم منها هامعٌ إِثرَ هامعٍ
صدوقُ الحيا للشَّائمينَ الْتماعهُ
إذا كذبتْ غرُّ البروق اللَّوامعِ
يُضيءُ بها الَّلأواء أَبْلَجُ دأبُهُ
بناءُ المعالي واصطناع المصانعِ
فتى الحيِّ أما دارهُ فَلِلاجيءٍ
شريدٍ وأمَّا زادهُ فَلجائعِ
سليمُ دواعي الصدر مستهطل الندى
قشيبُ رداءِ الحلم عَفُّ المسامعِ
ينالُ خطيرَ المجد في زيِّ خاملٍ
ويعلو العُلى في حِلْيةِ المُتواضعِ
يَخيلُ بمْراقٍ من البشرِ كلما
ألاحَ أَضاءَتْ مظلماتُ المطامعِ
ويحتقرُ الوفْرَ الجزيلَ وأنَّهُ
لبَاذِلهُ والعامُ يَبْسُ المَراتعِ
إذا احتبت الغلب الرقاب وجاذبت
رادءَ العُلى والمجد أيدي المجامعِ
أُقِرَّ لهُ بالسبقِ غيرَ مُنازعٍ
وأُلْقِي عنانُ الفخرِ غير مُنازعِ
كأَنَّ على أخلاقه من بَنانهِ
ندىً حملتهُ من بساطِ الأشاجعِ
يُغيرُ عليه الحلمُ غير مُخذَّل
ويمضي به الإِقِدامُ غيرَ مُراجعِ
ويهتزُّ للمعروف عندَ انْتدائه
تأَوُّدَ غُصنِ البانَة المُتتابعِ
له حليةُ الشَّهم الزميعِ مع العدى
وفي الله كاسٍ ثوبَ خَشْيان خاشع
ودودٌ لو أنَّ الهجرَ زادٌ لساغبٍ
لألْفيتهُ مُستهتراً بالمجاوعِ
طوى شرف الدين السًّرى لمحلقٍ
من المجدِ مردٍ بالسُّرى والنزائع
فغادر طُلاب المعالي رذيَّةً
لإِدراكهِ ما بني مُعْيٍ وظالعِ
هنيئاً لك النَّجْلُ الكريم فإنُه
ضياءُ شهابٍ نوَّر الأفْقَ ساطعِ
عبدتَ وحاولت المزيدَ من التُّقى
فجئتَ بعبدٍ مُسلمِ الدين طائعِ
فأما التي أنْ نلْتها كنت رافِعاً
لها وسَناها منك ليسَ برافعِ
فتهنئتي للناسِ فيها لأنَّهم
بك اعتصموا من مُردياتِ المصارع