تأرَّج عُرضُ الدهر من نشر منطقي
وسَرَّ تَميماً أنَّ سَعْداً أميرُها
ولاذت بصيفيِّ الفخارِ فأنْشرتْ
مفاخر أحسابٍ طويلٍ دُثُورُها
لفضلٍ سرى مسرى الرياح بنجدةٍ
تَدُقُّ صدورَ الذَّابلات صدورها
حَبا المجدَ أعراضَ الملوك وعَلَّم
الأسِنَّة تدْمى بالطِّعانِ نُحورُها
ورَدَّ جبانَ الحَيِّ فارسَ بُهْمةٍ
إذا الحربُ دارت واشرأبَّت سورها
وأذْعن من عُلْيا كُلَيبٍ ودارمٍ
فرزْدَقُها حامي الحمى وجريرها
يضوعُ بأرْجاءِ البلادِ كأنهُ
مَجالُ غوانٍ أثْقَلَتْها عُطورُها
أو الطيِّبُ من ذكر الوزير وحمده
إذا اندياتُ الحيِّ عُدَّتْ صُدورها
أبي جعفرٍ مِطْعامُ كلِّ عَشيَّةٍ
إذا النَّارُ لم يرفعْ سَناها مُنيرُها
تكونُ رياضاً أرضُه ذاتَ بهجةٍ
إذا السَّنَةُ الشَّهْباء جفَّ غميرها
على أنها عند التَّنكّرِ حَرَّةٌ
تشُجُّ الحوامي والخفاف صخورها
تميسُ تميمٌ في مَطا كُلِّ سابحٍ
وقد عَلِمتْ أنَّ الوزير عَشيرُها
فخاراً بمرفوع العمادِ كأنما
مُحيَّاه شمسٌ طبَّق الأرض نورُها
تُطيعُ ملوكُ الأرض نافذَ أمْرِهِ
وتَطْرُدها أحْداثُها فيُجيرُها
فأيَّامُه في كلِّ خطْبٍ وأزْمَةٍ
يُنَوَّلُ عافيها ويُفْدى أسِيرُها
قِراهُ بديعاتُ النَّعيمِ وَشيكَةً
إذا ما الطَّواهي أرْجأتْها قُدُورها
ويُفْهقُ أسماع الضيوف بعُذره
إذا ما المَقاري نَشَّ عنها قَديرُها
وتُثْني عِتاقُ الطير صبحاً بفضله
إذا جُثَثُ الأبطال أضحتْ تميرُها
فدامَ مُطاعاً ما تغنَّتْ حمامةٌ
وما حانَ من شمس النهار ذُرورُها