يا خاطِري لا تَوَجَّه وَجهَ سَيِّئَةٍ
فَأَفكِرِ الآنَ أَقصى الفِكرِ وَاِرتَجِلِ
وَيا بَنانِيَ لا تُبسَط لِعارِفَةٍ
وَيا لِساني بِغَيرِ الصِدقِ لا تَجُل
أَوجالُ نَفسِيَ في الأولى مَضاعَفَةٌ
وَلا أَزالُ مِنَ الأُخرى عَلى وَجَلِ
وَالشَرُّ في الخَلقِ طَبعٌ لا يُزايِلُهُ
فَقِس عَلى خَزَرٍ في العَينِ أَو نَجَلِ
لَو وُفِّقَ المَرءُ لَم يَبهَش إِلى اِمرَأَةٍ
أَوِ الغَريرَةُ لَم تُزفَف إِلى رَجُلِ
أَو عُمِّرَ الشَيخُ عُمرَ النَسرِ مِن شُهُبٍ
لا مِن ذَواتِ جَناحٍ لَم يَقُل بَجَلِ
قَد يَسأَمُ الحَيُّ وَالأَسرارُ ما خَلُصَت
في حُبِّها المَوتَ مِن سَبطٍ وَمِن رَجِلِ
أَولى البَرِيَّةِ أَن يَحظى بِعاقِبَةٍ
مَن لَم يَرُح مِن قَبيحٍ بادِيَ الخَجَلِ
وَالصَمتُ أَحجى وَأَحرارُ الكَلامِ لَها
فَضلٌ وَفيهِ نَظيرُ النُسوَةِ الهُجُلِ
إِنَّ اللَطيفَينِ مِن دَهرٍ وَأَمكِنَةٍ
لا يَفتَآنِ بِلا حِسٍّ وَلا زَجَلِ
إِن كانَ نَقلي عَنِ الدُنيا يَكونُ إِلى
خَيرٍ وَأَرحَبَ فَاِنقُلني عَلى عَجَلِ
وَإِن عَلِمتَ مَآلي عِندَ آخِرَتي
شَرّاً وَأَضيَقَ فَاِنسأ رَبِّ في الأَجَلِ