أَيا بَدرُ قَد أَسهَرتَ عَينَيَّ فَاِرقُدِ
وَشاهَدتَ ما جاهَدتُ يا نَجمُ فَاِشهَدِ
إِذا لَم تُعايِن في الصَباحِ مَسَرَّةً
فَلا تَحسَبَنَّ اللَيلَ لَيسَ بِسَرمَدِ
وَيا عاذِلي رِفقاً كَفاني صُدودُهُ
فَإِن شِئتَ فَاِنقُص مِن مَلامِكَ أَو زِدِ
تَمازَجَ في خَدَّيهِ ماءٌ وَجَمرَةٌ
تَمازُجَ دَمعي في الهَوى وَتَوَقُّدي
فَقَد قَعَدتَ لِلهَمِّ وَالفَقرِ وَالدُجى
وَأَموالِها وَالناكِثينَ بِمَرصَدِ
وَلَولا قُدودُ الغيدِ لَم يُبقِ حُكمُها
لِذي أَودٍ في دَهرِنا مِن تَأَوُّدِ
وَفَوا غَيرَ أَنَّ السَمهَرِيَّ وَأَنَّهُ
يُحازُ بِأَيديهِم شَكا لِلمُهَنَّدِ
فَما فَلَّلوا إِلّا بِسَيفٍ مُفَلَّلٍ
وَلا أَقصَدوا إِلّا بِرُمحٍ مُقَصَّدٍ
لَهُم في الوَغى أَغصانُ سُمرٍ كَأَنَّما
تُحَفُّ إِذا أَجروا الدِماءَ بِمَورِدِ
تَأَمَّل فَيا حُسنَ الَّذي أَنتَ تَجتَلي
وَأَمِّل فَيا صِدقَ الَّذي أَنتَ تَجتَدي
إِذا جَدَّ قُلتَ المَرءُ فيها مُخَلَّدٌ
وَإِن جادَ قُلتَ المَرءُ غَيرُ مُخَلَّدِ
جَمَعتَ الَّذي فيهِم وَزِدتَ عَلَيهِمُ
فَأَنتَ كَمَعنى ناظِمٍ مُتَوَلِّدِ
وَما فَوقَ ما قَد نِلتَهُ مِن زِيادَةٍ
بَلِ اللَهُ أَولى بِالزِيادَةِ فَاِزدَدِ