أوثق ما كان بأيامه

التفعيلة : البحر السريع

أَوثَقَ ما كانَ بَأيّامِهِ

خانَتهُ وَالأَيّامُ خَوّانَه

ما رَعَتِ الأَيّامُ أَيّامَهُ

وَلا اِتَّقى المَقدورُ سُلطانَه

إِن قُلتَ مَن كانَ وَما وَصفُهُ

فَكُلُّ شَيءٍ حَسَنٍ كانَه

ماتَ وَماتَ الناسُ مِن بَعدِهِ

وَما أَماتَ الشُكرُ إِحسانَه

وَعُمرُ نوحٍ لَم يَكُن عُمرَهُ

بَلِ النَدى غَمَّرَ طوفانَه

غَمِّض عَنِ الدُنيا وَعَن أَهلِها

عَينَكَ إِن لَم تَرَ إِنسانَه

أَبقَيتَ أَطرافَ غِنى كُلُّ مَن

أَبصَرها رَجَّعَ أَلحانَه

فَقَضَّبَت أَحداثُها دَوحَهُ

وَقَصَفَت مِن بَعدُ أَغصانَه

دُنياهُ يا دُنياهُ ما أَنتِ في

ظُلمِكِ ذا الإِنسانَ إِنسانَه

وَزالَ إِمكانُ فَتىً واسِعٌ

لِلحَقِّ ما اِستَوسَعَ إِمكانَه

إِن أَبكِهِ طَرفي عَلى خيفَةٍ

يَأمُرُ بِالكِتمانِ أَجفانَه

وَلَيتَهُ أَعلَنَ أَشجانَه

فَيَحمِلُ الإِعلانُ أَشجانَه

وَكُنتُ في كِتمانِ حُبّي لَهُ

كَمُؤمِنٍ يَكتُمُ إيمانَه

مَن جَعَلَ الدَهرَ لِباساً لَهُ

فَكَيفَ يَستَغرِبُ أَلوانَه


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ولقد خلوت بعبرة متفردا

المنشور التالي

مضى يوسف الإحسان والخير والتقى

اقرأ أيضاً

أسامري ضحكة كل راء

أَسامِرِيُّ ضُحكَةَ كُلِّ راءِ فَطِنتَ وَأَنتَ أَغبى الأَغبِياءِ صَغُرتَ عَنِ المَديحِ فَقُلتَ أُهجى كَأَنَّكَ ماصَغُرتَ عَنِ الهِجاءِ وَما…

ظنك فيما أسره حكم

ظَنُّكَ فيما أُسِرُّهُ حَكَمُ أَرضى بِهِ لي وَطَرفُكَ الفَهِمُ كَيفَ سُلُوّي وَلَستَ تَرحَمُني لَيسَ بِهَذا تُجاوَرُ النِعَمُ أَمِنتَ…