روحا ساعة متون القلاص

التفعيلة : البحر الخفيف

رَوِحّا ساعةً مُتونَ القِلاصِ

واخْطِفا وَقفةً بتلك العِراصِ

أَوَما تُبصِرانِ أنّ خُطاها

ما تَراها العيونُ فَرْطَ ارْتِقاص

فأَمِيلا الرِّكابَ فالماءُ عِدٌّ

للمطايا بالجِزْعِ والعُشْبُ واص

فلَنا بالكثيبِ مَلْعَبُ ظَبْيٍ

مُطْمِعِ العينِ مُؤْيِسِ الاِقْتِناص

قَنَصٌ طَرْفُه أَشدُّ سهاماً

حين تَلْقاهُ من يَدِ القَنّاص

ذاتُ ليلٍ منَ الذّوائبِ داجٍ

ضَلَّ فيه قلبي ضَلالَ العِقاص

حِجْلُها حينَ نالَ للبطْنِ شِبْعاً

لم يَزُلْ عن وِشاحهِا المِخْماص

أَقبلتْ في أَوانسٍ بعُيونِ ال

وَحْشِ أَصبحْنَ راقعاتِ الخَصاص

بقُدودٍ كأنّهنَّ رماحٌ

ركَزوها للحُسْنِ في أَدعاص

كيفَ يَغْدو ليَ البعيدُ مُطيعاً

وفؤادي يظَلُّ لي وهْو عاص

يا خليليَّ من سَراةِ بني الأَقْ

يالِ والغُرِّ من بني الأعياص

واسِياني فللأخِلاء قِدْماً

بالتّواسي في النّائباتِ تَواص

طاوِعاني أَسكُبْ دُموعيَ سَكْباً

في رُباهُمْ فالصَّبْرُ مِمّا يُعاصي

إن تَرَيْني صَلِيتُ جَمرةَ خَطْبٍ

سَبَكتْني باللّيلِ سَبْكَ الخِلاص

فالمُلمّاتُ للرِّجالِ مَحَكٌّ

فارِقٌ بينَ تبْرِها والرَّصاص

قلتُ لمّا فشَتْ جُروح اللّيالي

في فؤادي وعَزَّ نَيلُ القِصاص

من زمانٍ أَضحَى لئيمُ شِباعِ الرْ

رَهْطِ أهلهِ كريمَ الخِماص

كُلَّ يومٍ لرَيْبِه في فوادي

وَخْزةٌ مثْلُ قَصّةِ المِقْراص

هَوِّنِ الأمرَ واستَعنْ بمُعينِ الدْ

دينِ يَقتَصُّ منهُ أَيَّ اقْتِصاص

وإذا استُنْصِرَ الهُمامُ أَبو نَصْ

رٍ أَطاعَتْ لنا اللّيالي العَواصي

كيف أَشكو خطْباً ومُختَصُ مُلْكِ ال

أَرضِ أَضحى بالقُربِ منه اختِصاصي

كنتُ أَبغي الخَلاصَ من يدِ دهري

فدعا الدَّهرُ من يدي بالخَلاص

لم أَدَعْ بِغْيةً من الدَّهرِ إلاّ

نالها في ظلالِه استِخْلاصي

مَلِكٌ أَوجُه الوفودِ إليه

من أَداني بلادِها والأقاصي

ذو ندىً يَستهِلُّ كالدِيمةِ السّكْ

بِ وبِشْرٍ كالكَوكبِ الوبّاص

وبَنانٌ تُريكَ للقلَمِ النّا

حل فَضْلاً على القَنا العَرّاص

في اللُّبابِ اللُّبابِ من كرمِ الأح

سابِ يُلْفَي وفي المُصاصِ المُصاص

خَيلُ أَيّامهِ غدَتْ تَعقِدُ الإق

بالَ منها كفُّ العُلا في النَّواصي

مَلَكَ المَجدَ كُلّه ولَعَهْدي

بالمعالي مَقْسومةَ الأشْقاص

جُودُه جُودُ من يُميِّز فَهْماً

بينَ أهلِ الكمالِ والنُّقّاص

يَشمَلُ الخَلْقَ بالنّوالِ ويُبْدِي

لذوي الفَضْلِ مَوضعَ الاِخْتصاص

فهْو كالبحرِ الحَيا لعُمومِ النْ

نَاسِ منه والدُّرُّ للغَوّاص

لكَ أَزكَى الأخلاقِ يا أَشرفَ الأَم

جادِ طُرّاً وأكرَمَ الأعياص

أنت مثْلُ النِّصابِ تَمَّ لِراجٍ

ومُلوكُ الزّمانِ كالأوقاص

فعلَيْكَ الزَّكاةُ ليسَتْ عليهمْ

أَيُّ فَضْلٍ يَجيءُ من ذي انْتِقاص

ففَداكَ امْرؤٌ له بَطْنُ كَفٌ

يُخْرَجُ الرَفدُ منه بالمِنْماص

تَسهَرُ اللّيلَ للمعالي وتُمْسي

عنده قَينةٌ وأَسْوَدُ شاص

يا مُبِرّاً على بني الدَّهْرِ فَضْلاً

مِثْلَ شَخْصٍ عالٍ على أَشْخاص

وغَماماً يَسيلُ بالدَّمِ وادي

هِ إذا ما عَلاهُ بَرْقُ الدِّلاص

مُغْلِيَ الحَمْدِ بالنَّدى مُرْخِصَ الآ

جالِ في البأْسِ أَيّما إرْخاص

وإذا ما امتطَى له الكَفَّ سَيفٌ

قالَ للقِرْنِ لاتَ حين مَناص

لا يَخيطُ الكَرى جُفونَ أعادي

هِ على الأمْنِ بالمَحَلِّ القاصي

كم رَماهُم بكُلِّ أَبيضَ قَضّا

بٍ صَقيلٍ وأَسْمَرٍ رَقّاص

أعجلتْهم جِيادُه أن يَلُوذوا

بحِيادٍ عن نَهْجِها أو حِياص

بينما الخَيلُ في العيون طُيوفاً

إذْ رَماها البَياتُ بالأشْخاص

فثَنْتهم صَرْعَى بكُلِّ مَكَرٍّ

أُقِعصوا فيه أيَّما إقْعاص

مارَسُوا طَعْنَ كُلِّ ذِمْرٍ لعَيْنِ الش

شَمسِ عِزّاً برمْحِه بَخّاص

وكأنّ النُّسورَ عندَ اشْتباكِ السْ

سُمْر طَعْناً يَلُحْنَ في أقفاص

أيُّهذا المَولَى وَجُودُك قِدماً

من سُروحِ الرّجاء يَحمي القَواصي

قد قَدِمْنا وتَرحلونَ وهذا

أسَفٌ جاعِلٌ بِريقي اغْتِصاصي

فانْظُروا نظْرةَ اعتناءٍ إلينا

فِعْلَ قومٍ على المَعالي حِراص

أنا مُستَبضِعٌ لأعلاقِ مَدْحٍ

من قرافٍ غُرٍّ غَوالٍ رِخاص

أرتَجِي منكَ ما يُرجَّى منَ الغَيْ

ث إذا سَحَّ وهْو داني النَّشاص

كنتَ بحرَ الندى فلَم يُعيِني في

كَ على لُؤلُؤِ المديح مَغاصي

بَلِّغوا السّائلينَ عنّي على النَّأ

ي من القاطِنينَ والشُّخّاص

أنّني اليومَ من ذُرا أحمدَ بنِ ال

فضلِ أصبحتُ للسّماكِ أُناصي

نازِلٌ منه عند مَولىً كريمٍ

عن مَعاني عَبيدِه فَحّاص

أَرِدُ الغَمْرَ من بحارِ نَداهُ

بعدَ ما طالَ للثَّمادِ امْتِصاصي

ناشِراً بُردةَ القَريضِ لدى مَن

يَشْتري غالياً بلا اسْتِرْخاص

كعبةٌ للعلاء طُفْتُ عليها

صادِقاً في الهَوى بغَيرِ اختِراص

حامداً مُخلصاً صَرفْتُ إليها

وجْهَ لا آفِكٍ ولا خَرّاص

وصلاةُ الرّجاء أكثَرُ ما تُشْ

رَعُ أيضاً بالحَمْدِ والإخْلاص

فاصطنعْني فَفِيّ مَوضعُ صُنْعٍ

واخْتَصِصْنا فنَحْنُ أهلُ اخْتِصاص

والبَسِ الدَّهرَ طالعاً كُلَّ يومٍ

في قَشيبٍ مِن بُرْدِه بَصّاص

مُعقِياً فيه للجَميلِ حديثاً

تَتَهاداه ألسُنُ القُصّاص

عشْ عزيزاً في ظلِّ مُلْكٍ مُقيمٍ

آمنٍ أهلُه من الإشْخاص

في ازديادٍ وفي اطّرادٍ وأعدا

ؤك في الاْنتِقاصِ والانتِكاص


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

طلعت طلوع البدر يا ملك الورى

المنشور التالي

تعسا لمن لا تستهل بنانه

اقرأ أيضاً