رعى الله ربعا زاد فيه سروره

التفعيلة : البحر الطويل

رعى اللَه ربعاً زاد فيه سرورهُ

ووافى ينادي بالسعودِ بشيرهُ

وقام بهِ داعي الأمان مغرداً

وغنّت على الإفنان عزّا طيورهُ

وأيدي الصبا تهدي بساحته المنى

وقد فاض جوداً بالصفاءِ غديرهُ

وضاءَ شهاب السعد فيه وأصبحت

بشهب المعالي تستنير بدورهُ

وطابت معاليه وباهت ربوعهُ

وقد ضاءَ عدلاً بالسعادة نورهُ

وهبت نسيمات الهنا في رياضه

تحرك عرفاً طيباً وتثيرهُ

وقد نسجت أيدي الربيع بسفحه

مرصعّ ثوبٍ فاح عطراً عبيرهُ

وقام على بسط الزبر جد زهرهُ

كنشوان خمرٍ ونحته خمورهُ

راي الياسمين الغضّ وجنةَ ورده

فغار على محمرها منثورهُ

وماس على كثبانهِ البان راقصاً

تميل على أيدي النسيم خصورهُ

ودارت كؤوس الأقحوان رؤية

وقد مزجتها من نداه ثغورهُ

تشير إلى النسرين أعين نرجسٍ

إشارة معشوقٍ لحاه سميرهُ

وهب على ساق الزمرد زنبقٌ

يحيى بكاسٍ من لجينٍ يديرهُ

ولاح خزامٌ للخزاما معطراً

على ثغر لعلٍ قد أميطت ستورهُ

وسلسل في خدّ الروابي بنفسجٌ

عذاراً أجيدت بالبهاءِ سطورهُ

وخضبها الريحان كفّاً بعندمٍ

ومنطقها أبهى وشاحٍ نضيرهُ

سقى اللَه بيت الدين صوب مسرّة

لقد نفحت طيباً عليا زهورُهُ

مقامٌ لدين المجد بيتٌ له انثنت

تحجُّ المعالي والثناءُ نذورهُ

لقد أشرقت شهب النجوم بافقهِ

ولاح به بدر السعود ينيرهُ

وشادت به للأنس خير معالمٍ

كما قد تسامت في البناءِ قصورهُ

تخال به تلك القباب كواكباً

تضىء لمن وافى إليه يزورهُ

كأنّ سهيلاً غرةٌ في جبينهِ

وقد قلّدَت بالفرقدين نحورهُ

حكى قوسَ برج القوس إيوان عزه

بكل جمالٍ والسماكُ أسيرهُ

وحاكى الثريا في رواقٍ موطّدٍ

غدا فوق مسرى النيرين مسيرهُ

سما في سماء الحسن قدراً وبهجة

كما سار في يوم الفخار أميرهُ

هو السيد المفضال والكرم الذي

إذا شحت الأنواء فاضت بحورهُ

أميرٌ زها ثغر الزمان بعدله

ومولى سما فضلاً فعزَّ نظيره

بشيرٌ روى عن كل مجدٍ بشائراً

كما قد روى عن جود كف وفيرهُ

وحاز مقاماً دونه كل رتبةٍ

ولا فضل إلّا من علاه صدورهُ

ترى كل نصر خادماً في ركابهِ

وإن مان جيش النصر فهو نصيرهُ

مغيثُ عزيز الجار لولا سماحة

تجنب ماءُ المزن عمن يجيرهُ

وإن فزت في تقبيل راحة كفه

رايت سحاب الجود يجري غزيرهُ

فكم من صميمٍ راعه صوت غضبه

إذا رنّ بين الجحفلين صريرهُ

وكم يدعي بالمجد قوم وإنما

له سره من دونهم وسريرهُ

كأنّ العلى ملكٌ لماضي يمينه

تلبي بصدقٍ ما أرد ضميرهُ

إذا رمت عدلا فهو أحكم عادلٍ

وإن رمت نيلاً من يديه ك

وإن رمت عزماً فهو سحبان همةٍ

وإن رمت حزما انه

همام تذوب الصمّ منه مهابةً

وكاد يسيل السيف لولا

وفي الحلم ذو خلقٍ كريم مهذب

أنيسٌ سليمٌ جل عما

حوى كل معنى للفخار وقد علا

على فخر معنٍ شاته

فما رتبة إلّا إليه مآبها

ولا شرفٌ إلا إليه

تشامخ لبنان ارتفاعاً بحكمه

وباهت رباه بالأماني

وراق به ورد الهناء وقد جنى

ثمار المنى ميسوره وقد

وازهر فيه روح كل شهامةٍ

واخصب براً واستعزت

وغرد قمريُّ التهاني بروضه

وطاف على تلك الطلول

وللَه كم من ماجدٍ في رحابه

إذا نادت الهيجأ لبى

تسير بنو العليا بأمر بشيره

ويملاهم خوفاً ورعباً

كساه جمالاً من شهاب سنائهِ

أبو القاسم المولى البشير

أخو النجدة القعساءِ والصارم الذي

إذا هزّه افنى الخطوب

سل الحرب يوماً صال من فوق أدهم

حكى الطود قداً والظباء

وسل كل عسال تسامى بكفه

لدى النقع لما أن تلظى

وسل عن حجاه الرشد ينبيك صادقاً

وعن بأسه تنبيك فتكاً

إليك بشير السعد مدحي لأنني

فرزدقُ مدحٍ فيكم وجريره

فخذ سلك درٍ بالدعاءِ مجوهرا

ينضده عبدُ الثنا وشكوره

فلا زلت بالأنعام ما هبّت الصبا

وما طال دهرٌ واستدارت عصورهُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وجارية لطهماز ربية

المنشور التالي

نسمات البان من العلم

اقرأ أيضاً