زَعَمَ المُؤَدَّبُ أَنَّ عَيراً سائَهُ
أَن لا يُسارَ بِهِ إِلى المَيدانِ
فَمَضى فَقَصَّرَتِ القَواطِعُ ذَيلَهُ
وَسَطَت مَواضيها عَلى الآذانِ
حَتّى إِذا جاءَ المُروضُ وَاِعتَلى
مَتنَيهِ رابَ الفارِسُ الكَشحانِ
لَكِنَّهُ ما زالَ غَيرَ مُصَدِّقٍ
حَتّى عَلا صَوتٌ كَصَوتِ الجانِ
فَاِستَلَّ صارِمَهُ فَطاحَ بِرَأسِهِ
وَرَمى بِجُثَّتِهِ إِلى الغُربانِ
ما دامَ يَصحَبُ كُلُّ حَيٍّ صَوتُهُ
هَيهاتَ يَخفي العَيرَ جِلدُ حِصانِ