ولقد عهدتك تشتهي
قربي وتستدعي حضوري
وأرى الجفا بعد الوفا
مثل الفسا بعد البخور
يا خرية العدس الصحي
ح النيء والخبز الفطير
في جوف منحل الطيبيع
ة والقوى شيخ كبير
يخرى فيخرج سرمه
شبرين من وجع الزحير
يا فسوةً بعد العشا
بالبيض واللبن الكثير
وفطائر عجنت بلا المل
ح الجريش ولا الخمير
يا ضرطة الشيخ المبج
ل بين حسادٍ حضور
يا ريح سرقين البغا
ل يداف في بول الحمير
يا نتن رائحة الطبي
خ إذا تغير في القدور
يا عش بيض القمل فر
خ في السوالف والشعور
يا بول صبيان الفطا
م ويا خراهم في الحجور
يا بغض تدخين الجشا
في الصوم من تخم السحور
يا حر قولنج البطو
ن وبرد أعصاب الظهور
يا ذلة المظلوم أصب
ح وهو معدومُ النصير
يا سوء عاقبة التعق
د تمشية الأمور
يا حيرة الشيخ الأصم وح
سرة الحدث الضرير
يا قعدة في دجلةٍ
والريح تلعب بالجسور
يا قرحة السل التي
هدت شراسيف الصدور
يا أربعاءٌ لا تدو
ر به محاقات الشهور
يا هدة الحيطان تنق
ض بالمعاول والمرور
يا قرحةً في ناظرٍ
غلطوا عليها بالذرور
فتسلخت مع ما يلي
ها في الجفون من البثور
يا خيبة الأمل الذي
أمسى يُعلل بالغرور
يا غملة المتخدرا
ت وراء أبواب القصور
يا ملتقى سمعف الأيو
ر على عراجين البظور
يا وحشة الموتى إذا
صاروا إلى ظلم القبور
يا ضجرة المحمور بال
غدوات من ماء الشعير
يا شؤم إقبال الشتا
ء أضر بالشيخ الفقير
يا دولة الحزن التي
خسفت بأيام السرور
يا ضجة الصخب المصد
ع ذي التنازع والشرور
يا عثرة القلم المرش
ش بين أثناء السطور
يا ليلة العريان غ
ب عشية اليوم المطير
يا نومة في شمس آ
ب على التراب بلا حصير
يا فجأة المكروه في ال
يوم العبوس القمطرير
يا نهشة الكلب العقو
ر ونكهة الليث الهصور
يا عيش عانٍ موثقٍ
في القيد مغلول أسير
يا حدة الرمد الذي
لا يستفيق من القطور
يا حيرة العطشان وق
ت الظهر في وسط الهجير
من لي بأن تلقاك خي
لُ بني كلاب بلا خفير
وأرى بعيني لحمك الم
طبوخ في نار السعير
في الأرض ما بين السبا
ع وفي السماء بين النسور