قرنت بواو الصدغ صاد المقبل

التفعيلة : البحر الطويل

قَرَنْتَ بواو الصدغ صادَ المُقَبّل

وأعربتَ في لامِ العذارِ المسلسلِ

فإن لم يكن وصلٌ لديك لآملِ

فكم لاحَ في مرآك للمتأمّلِ

يُعزُّ الأماني منه خطُّ مبيّنٌ

فإن حاولْتهُ صادفْت كلّ مُشْكلِ

بدائعِ أصلِ الحبِّ منها مسبِّبٌ

لمن كان فيها قانعاً بالتعلل

وقد ذكَروا أنّ الشبابَ ولايةً

تؤكّدُ بالإجمالِ أو بالتجمُّلِ

وقالوا أتَتْ كُتُب العِذارِ بعزلِه

فقلتُ لهمْ لا تعجَلوا فبِها ولي

وما صدّني عن ترك حبّكَ فتنةً

بخدٍّ كروضٍ أو رضابٍ كسلسَلِ

ولكنْ لقولٍ قد محا الشِعْرُ رسمَهُ

وهل عند رسمٍ دارسٍ بالهونِ منزلي

لك الله قد أنِسْتُ بعزّتي

فما منزلُ اللذاتِ بالهونِ منزِلي

ألم يَدْرِ أني آخرٌ في ضلوعه

فؤادُ أبى أن يرتَضي لحظَ أولِ

نعمْ ليس نَسْري في المطارِ بواقعٍ

وليس سِماكي في النِفارِ بأعزلِ

سل الأفْقَ عني وهو روضةُ نرجس

يشقُّ نواحيْها المجرَّ بجَدْول

وكيف اعتزامي والنجومُ أسنّةٌ

تلمّعُ في الظَلْماءِ من حلفِ قسطَلِ

وكيفَ طرقتُ الحَذْرَ يُكرَهُ ربّهُ

على رغم أنفِ الساهرِ المتبتّلِ

وعانقتُ غصنَ البانِ لان لمُجتَنٍ

وقبّلتُ بدرَ التمّ ضاءَ لمجتلِ

وهل أنا إلا نبعةٌ يمنيّةٌ

منضّرةُ الأفنانِ في رأسِ يذْبُلِ

سقى أصلَها النعمانُ ماءَ مَفاخرٍ

فأثْمَرَ منها كلُّ فرعٍ بأفضلِ

ومنْ كان صدرُ الدين أحمدُ شيخَهُ

أطالَ به باعَيْ يمينٍ ومِقْوَلِ

إمامٌ لقيتُ الدّهرَ أدهمَ دونَه

فألبستُه وصفَ الأعزّ المُحجّلِ

أقامَ به اللهُ الشريعةَ فاعتلتْ

دعائمُها فوقَ السِماكِ وتعتلي

يفسِّرُ من ألفاظِها كلّ مُشكِلٍ

ويفتحُ من أعواصها كلَّ مُقْفَل

وما كان لولا أحمدٌ دينُ أحمدٍ

ليدري صحيحٌ سالم من مُعلَّل

ولا عرَفَتْ حُفّاظُهُ بين مُسْنِدٍ

يُعنْعِنُهُ رفعاً ولا بينَ مرسّلِ

هوى قصباتُ السّبْقِ في العلم وادِعاً

فوا عجَباً للسابقِ المتمهل

نَماهُ الى الفُرس الكرامِ فوارسٌ

بأقلامِهم يغنَوْنَ عن حمْلِ ذُيَّلِ

إذا اعتقَلوها للأناملِ سدّدَتْ

الى الخَطْبِ حتفاً لا يخِلُّ بمقْتَلِ

همُ آلُ كسرى غير أنّ تُقاهُمُ

نماهمْ الى آلِ النبيّ المرسَّلِ

لهم دورُ فضلٍ بالفراتِ فسيحةٌ

لضيفِ المعالي لا بدارةِ جُلجُل

وحسبُهُم بالحفاظِ الحَبْرِ مَفْخَراً

عَلا فهو يرنو للكواكبِ من عَلِ

تسيرُ العَطايا من أسرّةِ وجهه

مخايلَ برقِ العارضِ المتهلِّلِ

تفيضُ بحارُ العلمِ من لهَواتِه

فإن كنت ظمآناً فرِدْ خيرَ منهَلِ

فمن سجعةٍ لم تُلْفَ في لفظِ شاعر

ومن فَقْرةٍ لم تأتِ من مترسَّل

ولله ألفاظٌ جَلاها يراعُه

كعِقْدِ بأجيادِ الطروسِ مفضَّلِ

لآلئ لو كانت نجوماً لغادرَتْ

لياليُّها والصبحُ ما لاحَ ينجَلي

بنو الخاطر العجلانِ عن كلِّ مشكلِ

لها لا بَنو العجلانِ رهطُ ابنِ مُقْبل

فيا أحمدُ المحمودَ من كلِّ ناطقٍ

على كل مَعنى في فَنا كلّ منزلِ

تحاسدَتِ الأيامُ منك فلا تزلْ

مُنى القادمِ الجذلانِ والمترحِّلِ

تعودُ لك الأعيادُ ألفاً مثالُه

وإنْ شئتَ ألفاً بعد ذاك فعوّلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كم نابل في طرفيك البابلي

المنشور التالي

دون بيض الخدور سمر العوالي

اقرأ أيضاً