أرَوْهُ الجلّنارَ من الخُدودِ
واخفَوْا عنه رمّان النهودِ
وحلَّوْا مقلتيه بدُرِّ دمعٍ
تبسّم في المخانِقِ والبرودِ
وهم نظَموا الفريدَ على نُحورٍ
فدمعُ العينِ يجري كالفَريدِ
وما غرَسوا نخيلَ العيسِ إلا
وهمْ فيها من الطَلْعِ النضيد
يُثنّين المعاطفَ في قيامٍ
ويُفعِمْنَ الروادفَ في قُعودِ
وكثبانٌ ترجْرجَ في مُروطٍ
وقضبانٌ ترنّحُ في بُرودِ
ويكسرن الجفونَ على لِحاظٍ
هي الأسيافُ تحفل بالغُمودِ
بعثْن على النوى جيشَ التداني
وسلّطْنَ الوصالَ على الصُدودِ
فبات الطيفُ يقضي الطرفَ دَيْناً
تقاضتْهُ كفالاتُ الهُجودِ
وكم جذبَ الصبا طرفَيْ عِناني
فغادرَهُ بسالفتَيْ شُرود
سقى مصراً وساكنُها مُلِثٌّ
صليلُ البرقِ صخّابُ الرعودِ
ولو أني وجدتُ لقلت سُقْيا
يعاورُها على نايٍ وعودِ
مواردُ بي لها عطشٌ شديدٌ
ولكنْ لا سبيلَ الى الورودِ
هل الرأي السديدُ البعدُ عنها
نعم إنْ كان للشيخِ السديد
إليكَ قطعتُ لا طوفانَ نخْل
ليُنزلَني على جوديّ جُودِ
فصحّ وقد رأيتُك كلُّ وعدٍ
ملكتُ به مناجزةَ الوُعودِ
معي خِلَعُ الثناء وليس منها
خليعٌ إن عزَمْتُ على الجديدِ