أعجر يُدعَى مُضرط الأبكارِ
مُحَصَّد كالمسدِ المُغارِ
ذو فَيْشةٍ مشرفة الإطار
كأنها فَيْشلةُ الحمار
أقعَتْ على مُستحصِد الإمرار
يوفي على الوافي من الأشبار
مُسهَّدٌ بالليل والنهار
ما يطعم النوم سوى غِرار
ريان من ماء الشباب الضاري
يسقيه من أوديةٍ غِزار
سواعدٌ ينبضن كالأوتار
عجارِمٌ ينهدُ في الإزار
ينفذ في الأقبال والأدبار
مُخْرَنْطماً كالملك الجبار
إذا رآه العُون والعذاري
خاطرْنَ بالأحساب والأخطار
تنسى له الحرّةُ ذِكَر العار
وخشيةَ اللَه وخوفَ النار
نيط بحقويْ قَطِم قطار
أمردَ إلا طُرّةَ العذار
له غداةَ الجد والغِوار
طعن مُفدّى الوِرد والإصدار
تطير منه قطع الشرار
بمثل رمح البطل الكرار
ينفي شماس الكاعب النَّوارِ
حتى تخورَ أيما خُوار
بعد نفارِ أيما نفار
تذليلُك الصعبةَ بالسِّفار
في است خيَار وبني خيار
يا ابن خيار لست بالخيار
ولا بنوك النُّوك بالأبرار
إذ كسّبوك غضب الأحرار
وعرضوا عرضك للدمار
أثمرْتَ منهم أخبث الثمار
أراهمُ جاؤوا من الأدبار
فاختلطوا فيهن بالأقذار
وأخذوا مشابه الأجعار
عليهمُ دائرةُ الدَّبار
ولعنةُ اللَّه وسوء الدار
خذها إليك حُلّةً من عار
تزيد أذنيك من الصُّفار