أَلَمَّت وَقَد قامَ المُشِيحُ وَهَوّما
وَأَسرَت إِلى وادي العَقيقِ مِن الحِمى
وَراحَت عَلى نَجدٍ فَراحَ منجّداً
وَمَرّت بِنُعمانٍ فَأَضحى مُنَعِّما
وَجَرَّت عَلى تُرب المُحصَّبِ ذِيلَها
فَأَصبَحَ ذاكَ التُربُ نَهباً مُقَسَّما
تَقسَّمُهُ أَيدي التِجارِ لَطيمةً
وَيحمِلُهُ الدرايّ أَيّانَ يَمَّما
وَلَمّا رَأَت أن لا ظَلامَ يُكِنُّها
وَأَنّ سُراها فيهِ لَن يُتَكَتَّما
سَرَت عذبات الريط عَن نُور وجهِها
وَأَبدَت مُحَيّاً يُدهِش المُتوسِّما
فكان تَجلّيها حجابَ جَمالِها
كَشَمسِ الضُحى يَعشى بِها الطَرفُ كُلّما
ولمّا التَقَينا بَعدَ طُولِتَجَنّب
وَقد كادَ حبلُ الوصلِ أَن يَتصَرَّما
جَلَت عَن ثَناياها وأَومَضَ بارِقٌ
فَلَم أَدرِ وَجداً أَيَّنا كانَ أَسجَما
وَقالَت وَقَد رَقَّ الحَديثُ وَسَرّحت
قَرائِنَ أَحوالٍ أَذعنَ المُكَتَّما
نَشَدتُكَ لا يَذهَب بِكَ الشَوقُ مَذهَباً
يُهَوِّنُ صَعباً أَو يُرَخّصُ مَأثَما
فَأَمسَكتُ لا مُستَغنِياً عَن نَوالِها
وَلَكِن رَأيتُ الصَبرَ أَولى وَأَكرَما