أدِرْها فوجْهُ الصُّبْحِ قد كادَ أن يَبْدو
وفي كلِّ غُصْنٍ ساجِعٌ غَرِدٌ يَشْدو
وخُذْها على آسِ الرّياضِ ووَرْدِهِ
فهَذا عِذارٌ للرِّياضِ وذا خَدُّ
كأنّ سَقيطَ الطّلِّ في الرّوْضِ والصَّبا
تَهاداهُ طِفْلٌ والخُزامَى لهُ مَهْدُ
كأنّ لِطافَ القُضْبِ منْ فوْقِ وَرْدِها
مَراوِدُ تَسْتَشْفي بِها أعْيُنٌ رُمْدُ
كأنّ نَضيرَ الغُصْنِ جيدٌ مُنعَّمٌ
يرفُّ منَ الزّهْرِ الجَنيِّ بهِ عِقْدُ
كأنّ انْسِيابَ النّهْرِ بيْنَ ظِلالِها
حُسامٌ صَقيلٌ والظِّلالُ لهُ غِمْدُ
كأنّ الصَّبا عنْدَ الهُبوبِ تحيّةٌ
بطَيِّبها تخْتَصُّ أنْدَلُسَ الهِنْدُ
فبادِرْ الى اللّذّاتِ منْ قَبْلِ فوْتِها
فمَهْما تولّتْ ساعَةٌ ما لَها رَدُّ