فيا من يؤمل هذا الجنابا

التفعيلة : البحر المتقارب

فَيا مَنْ يؤمِّلُ هذا الجَنابَا

أنَخْتَ بعَقْوَةِ رَعْي العُهودْ

بَلَغْتَ بيوسُفَ مَثْوى الضّيوفِ

وَوِرْدَ النّدى ومُناخَ الوفودْ

ثِمالُ الفَقيرِ ويُسْرُ العَسير

وكَهْفُ الغَريبِ ومأوى الطّريدْ

تَقَيّلَ أخْلاقَ كسْبِ الثّناءِ

فأيّدَ طارفَها بالتّلِيدْ

ولمّا استَتَمّ بناءَ العُلى

وأحْرزَ شأْوَ الَلالِ البَعيدْ

وأيْقَنَ أنْ لمْ يَدَعْ غايَةً

لراجٍ ولا موْضِعا للمَزيدْ

وأنّ الدّيارَ جُسومُ الجُسومِ

تولّى إقامَةَ قصْرٍ مَشيدْ

تخيّرَ أعْظَمَهُ مَرْمَرا

فجاءوا بكُلِّ قويٍّ شَديدْ

لتُحْكَمَ قوّةُ ترْكيبِه

بطَبْعٍ صَحيحٍ وعُمْرٍ مَديدْ

وجاءَتْ تجُرُّ إليْهِ الصّخورَ

عَمالقَةٌ منْ كُفاةِ الحُشودْ

إذا جَذَبوها إليْهِمْ حَنَوْا

ظُهوراً ومَدّوا له كُلَّ جِيدْ

كأنّهُمُ عَبَدوا صَخْرَةً

وذلِكَ هَيْنَمَةٌ بالسّجودْ

كأنّ الأساطينَ مهْما نظَرْتَ

إلَيْها موَسَّدةً فوقَ عُودْ

مُهودٌ توسّدَها توْأَمٌ

مُقَمّطَةٌ منْ بَناتِ الصّلودْ

كأنّ بأفْلاكِ أعْجالِها

سَحاباً بِها قِطَعٌ منْ جَليدْ

سَفائِنُ تَخْرِقُ بحْرَ الفَلا

وتَلْحَقُ نحْوَكَ بِيداً فَبيدْ

كأنّ الصّواري على ظهْرِها

طُرِحْنَ مَخافةَ هوْلٍ شَديدْ

وإمّا أُعِدّتْ فأعْجازُ نَخْلٍ

تفطّرَ عنْ طَلْعِ يُمْنٍ نَضيدْ

تولّى عُطارِدُ إتْقانَها

وقابَلَها منْكَ سَعْدُ السّعودْ

وعُجْمُ مَهاً ماعرَفْنَ الكلامَ

عَذارَى بُنيّاتُ أمٍّ وَلودْ

كَواعِبُ تُخْجِلُ حُورَ الحِجالِ

بِيضُ الجُسومِ طِوالُ القُدودْ

لَبِسْنَ رِداءَ الصّباحِ الجَديدِ

وجَرّرْنَ ذَيْلَ الزّمانِ الجَديدْ

وقُلْنَ بْشِري بلِقاءِ الإمامِ

فجاءَتْ مُيَمِّمةً بالصّعيدْ

أمَوْلايَ عَبْدُكَ ما إنْ لَهُ

مَدى الدّهْرِ عنْ بابِكُم منْ مَحيدْ

أتَتْكَ تُقَرِّرُ عُذْرَ البَديهِ

على أنّها ذاتُ نَهْجٍ سَديْد

ولو أمْهَلَ الوقْتُ تَنْقيحَها

لجاوَزْتُ غايةَ عبْدِ الحَميدْ

فَلا باغَبيِّ ولا بالعَيِيِّ

ولا بالبَطيِّ ولا بالبَليدْ

بَقيتَ لبَذْلِ نَوالٍ وجُودٍ

ونَشْرِ بُنودِ ونَصْرِ جُنودْ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ألحظك أم سيف عمرو أعيدا

المنشور التالي

يمينا بيانع ورد الخدود

اقرأ أيضاً

حلفت برب مكة والمصلى

حَلَفتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالمُصَلّى وَأَعناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ لَقَد قَلَّدتُ جِلفَ بَني كُلَيبٍ قَلائِدَ في السَوالِفِ باقِياتِ قَلائِدَ لَيسَ…