قل للأشوني ولا تحتشم

التفعيلة : البحر السريع

قُلْ للأَشونيّ ولا تَحْتَشِمْ

قوْلَ امْرِئٍ بالحَقِّ مُحْتَجِ

يا مَنْ بَراهُ اللهف لمّا بَرا

منْ بَرَدٍ صِرْفٍ ومن ثَلْجِ

وقِشْرِ رُمّانٍ وشَبٍّ ومنْ

سُكٍّ وعَفْصٍ قابِضٍ فَجِّ

عَقْدُكَ كافورٌ بلا مِرْيَةٍ

وعَقْلُكَ الهَلْهَلُ منْ بَنْجِ

ولَفْظُكَ البارِدُ يا سيّدي

منْ زَمْهَريرٍ هَبَّ في فَجِّ

لُفَّ على المَعْنى الضّعيفِ القُوَى

كخِرْوِ قِطٍّ لُفَّ في خَمْجِ

عَجِبْتُ منْ زَوْجِكَ ما بالُها

لمْ تَسْتَغثْ منْكَ بقُولَنْجِ

ما بالُها لم ينْصَرِفْ خصْمُها

بفالَجٍ منْكَ بِلا فُلْجِ

ما بالُها لم يعْتَرِضْ خِدْرَها

خَدْرٌ على السُّكْنى معَ الثّلْجِ

أظُنّها قد سحَقَتْ فُلْفاً

فذلِكَ السّحْقُ هوَ المُنْجي

سافَتْهُ في وَجٍّ وفي خردَلٍ

ومَنْ لِذاكَ الوَجْهِ بالوَجِّ

ما حالُ مَنْ جاوَرَ منْكَ الصَّبا

والقُرُّ مُضْنٍ شَرُّهُ مُشْجِي

فلا فَمٌ يُعْمِلُ في لَفْظَةٍ

ولا يَدٌ تَدْنو الى فَرْجِ

وإنْ تشوّفْتَ الى زَوْجَةٍ

ثانِيةٍ حَسْبُكَ منْ زَوْجِ

عَجوزِ يَنَّيْرٍ بِها تَجتَزي

تأتِيكَ للأرْياحِ في فَوْجِ

تُضْحِكُ لِحْيَيْكَ لَها رِعْدَةٌ

ضِحْكَ الحَصا في مَطْرَحِ المَوْجِ

فَسُقْ لَها خالَكَ منْ بَعْدِ ما

تَجْعَلُهُ للخَبْثِ في دُرْجِ

واحْمِلْ لها البَيْنَ وبَرْدَ الكُلا

نَوْعَينِ في تَخْتٍ وفي خُرْجِ

وبِتْ بِها في مَسْقَطٍ للنّدَى

في بُرْدَةٍ أو مَقْطَعٍ بَرْجي

وإنْ أرَدْتَ الغَسْلَ فاعْدُدْ لَهُ

خَلاًّ وبالقِثّاءِ فاسْتَنْجِ

وامْزُجْ بِمامِيثا وحَبِّ الفَنا

لَخْلَخَةً مُتْقَنةَ المَزْجِ

وابْنِ بفَجِّ الرّيحِ عِلِّيّةً

تَقْصِدُها في حَذَرِ الهَرْجِ

واغْنَ بقُطْنِ الثّلْجِ عنْ مَتْجَرٍ

يُغْنيكَ عنْ جَمعٍ وعنْ حَلْجِ

واغْزِلْهُ بالرّيحِ وهَيّئْ لهُ

مَرَمّةَ المَصْقولِ والكَنْجِ

والصِّنَّ والصِّنَّبْرَ فاجْعَلْهُما

عِيداً كَعيدِ العَجِّ والثَّجِّ

واهْجُرْ مَخيطَ الثّوبِ واحْلِقْ بِه

وطُفْ طَوافَ النّاسِ في الحجِّ

ما أنتَ إلا بارِدٌ شارِدٌ

منْ فَلَكِ البُرّادِ في أوْجِ

جفاؤُكَ الفَظُّ الذي نالَني

صيّرَني للفِكْرِ في هَرْجِ

عُمْرِيَ ما إنْ نالَني مِثْلُهُ

منْ ضَيْمِ سَبْتيٍّ ولا طَنْجي

فاسْتَغْفِرِ اللهَ ولا تَهْفُ في

كَتْبٍ مَدَى الدّهْرِ ولا دَرْجِ

ولا تُطِعْ بَرْدَكَ في مِثلِها

إلا لعَبْدٍ لكَ أو عِلْجِ

لازِلْتَ والشّارِبُ منْ خَسَّةٍ

والرّيقُ منْ حامِضِ نارَنْجِ

يَنَّيْرُ والجَدْيُ إذا عُدِّلا

حَظُّكَ منْ شَهْرٍ ومنْ بُرْجِ

وجِئتَ منْ صُلْبِكَ في مَعْشَرٍ

منْ وَلَدٍ عُورٍ ومنْ عُرْجِ

بيضٍ وسُودٍ فوقَ نِطْعِ الأذى

كأنّهُمْ قِطْعاتُ شِطْرَنجِ

تَخالُهُمْ ياجوجَ دارَتْ بذِي ال

قَرْنَيْنِ يَدْعونَ الى خَرْجِ

وزيّنَتْ عُنْقَكَ نُغْنوغَةٌ

كأنّها عُقْدةُ أتْرُنْجِ

ما هَبّ ريحُ الصّرِّ في بُقْعَةٍ

وارْتَفَعَ الثّلْجُ على مَرْجِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

باسماعيل ثم أخيه قيس

المنشور التالي

إذا سرت سار النور حيث تعوج

اقرأ أيضاً