رفٌّ من الحمام ينقشع فجأة من خلل الدخان .
يلمع كبارقة سِلْمٍ سماوية. يحلِّق بين الرماديّ
وفُتات الأزرق على مدينة من ركام . ويذكِّرنا
بأن الجمال ما زال موجوداً ، وبأن اللا موجود
لا يعبث بنا تماماً إذ يَعِدُنا ، أو نظنُّ أنه
يعدنا بتجلِّي اختلافه عن العدم . في الحرب
لا يشعر أَحد منا بأنه مات إذا أَحسَّ
بالألـم . الـموت يسبق الألـم . والألـم هـو
النعمة الوحيدة في الحرب. ينتقل من حيّ إلي
حيّ مع وقف التنفيذ . وإذا حالف الحظّ أحداً
نسيَ مشاريعه البعيدة ، وانتظر اللا موجود
وقد وُجِدَ مُـحَلِّقاً في رفِّ حمام . أرى في سماء
لبنان كثيراً من الحمام العابث بدخان يتصاعد
من جهة العدم !
اقرأ أيضاً
يا جنة الخلد كيف يشقى
يا جنة الخلد كيف يشقى في ظلك النازحُ الغريبُ الناس من لهوهم نشاوى ودمعهُ دافقٌ صبيبٌ يقتات أشجانه…
علمي بسابقة المقسوم ألزمني
عِلْمي بسابقةِ المقسومِ ألْزمني صبري وصمتي فلم أحرص ولم أسل لو نيل بالقول مطلوبٌ لما حُرِم ال كليمُ…
من لامني في حب كوز وذكره
منْ لامني في حبِّ كوزٍ وذكرهِ فلاقى الذي لا قيتُ إذا حَفَزَ الرَّحمْ فيا حَبّذا كوزٌ إذا الخَيْلُ…
وطني ..
أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف ولكنني أحب الرصيف أكثر ….. أحب النظافة والاستحمام والعتبات الصقيلة وورق الجدران ولكني…
أيا من ريقه خمري
أَيا مَن ريقُهُ خَمري وَمَن وَجنَتُهُ زَهري إِلى كَم يَرِدُ العَتبُ فَلا يَروى مِنَ العُذرِ أَظُنُّ الوُدَّ قَد…
نعم هو البرق على الأنعم
نعمْ هو البرقُ على الأنعمِ فاشْقَ به إن شئتَ أو فانعمِ لاحَ بأعلى هضْبةٍ خافقاً خفقَ لواءِ البطَلِ…
كأن بلاد الله وهي عريضة
كَأَنَّ بِلادَ اللَهِ وَهيَ عَريضَةٌ عَلى الخائِفِ المَذعورِ كُفَّةُ حابِلِ يُؤَدّى إِلَيهِ أَنَّ كُلَّ ثَنِيَّةٍ تَيَمَّمَها تَرمي إِلَيهِ…
أبو نصر بن بكران
أَبو نَصر بن بَكران مَليحُ الحَظِّ وَالخَطِّ فَهذا النَملُ في العاجِ وَذاكَ الدُرُّ في السَمطِ